احسنت جامعة اليرموك بتنظيمها لمؤتمر بعنوان الأوراق النقاشية :على طريق المستقبل والتنفيذ ، ليأتي المؤتمر بعد حوالي خمس سنوات على صدور آخر ورقة نقاشية في عام 2017 .
كانت الاحداث متلاحقة ، وتختلف في مستوياتها وتستوجب التوقف بالتفكير والتحليل والاستنتاج عند هذه المحطات ، وعصفت بالأردن احداث عديدة كان الأردن الأقوى في مواجهتها والخروج بنجاح يبنى عليه في كل مرة ، فإذا كانت الأوراق النقاشية في أعدادها الخمس الأولى تؤسس للحالة الديمقراطية السليمة والناجحة ، فقد جاءت الورقة السادسة تدعو للنقاش في مسائل السيادة والدولة المدنية . فالعالم يتقدم ويخرج من عقال التقليد والترحم على الماضي ، بل الدعوة لاستثمار الماضي من اجل الحاضر والمستقبل ،
وتأتي الورقة السابعة لتتناول الأساس في الاعداد للإنسان من خلال منظومة سليمة للتربية ،
ولكن نتساءل ماذا بعد السابعة ؟
ربما كل فرد منا اذا ما حاور نفسه وسألها ما هي الورقة الثامنة المناسبة ؟ ماذا سيكون عنوانها ؟
هل ستكون اقتصادية ، هل تتعلق بآخر تطورات القضية الفلسطينية خاصة بعد مؤتمر جدة في 17 تموز ، ؟
ربما كانت الاحداث في السنوات الخمس الأخيرة ذات تحولات وآثار ديناميكية سريعة ، وكأنها تقول لنا كفى انتظار ، وكفى اعتماد على الأوامر الصادرة ، وكفى الجدال في قضايا تذهب بعيدا بنا عن الجوهر . ولنتحرك لترجمة الفكر الهاشمي وتحويله الى عمل لا الى ترديد قال الملك/ ووجَّه الملك/ وغير ذلك ، فالحاجة ضرورية لأن نقف مع الوطن بما نقدمه، وليكون حرصنا على الوطن من منطلق عقيدة وطنية اردنية راسخة .فجلالة الملك عبدالله الثاني ينتظر النتائج الإيجابية الناجعة .
فكان مؤتمر الأوراق النقاشية في اليرموك هو للعودة الى الذات المفكرة ، والدعوة الى ان استثمار الأوراق النقاشية بموضوعية مطلب ضروري ، فلا زالت الأسباب والدوافع تفرض نفسها ،
آخذين بالاعتبار نوعية الاستعداد المطلوب وما هي الجاهزية الاجتماعية والسياسية والفكرية المنشودة في هذه الظروف التي كلما نعتقد ان انفراجا ما سيحدث ،نصطدم بمعيقات غير متوقعة تشكل سدودا في طريق الرفاه والحق والعدل ،
ولكن تنوعت القضايا خلال الخمس سنوات الأخيرة ، ولها خطر متباين ، وإن لم تتطرق الأوراق النقاشية للقضايا السياسية فإننا نجد ان مساحة التفكير لدينا أصبحت مشغولة بتأثيرات الاحداث السياسية وتسارعها ، وصعوبة التكهنات بمخرجاتها وهذه جعلتنا نبتعد عن مضمون الأوراق النقاشية . .
وقد شكل مؤتمر جامعة اليرموك حول الأوراق النقاشية نموذجا متفردا ليجسر بين الموضوعات ، ومن خلال النقاش في الأوراق النقاشية في أوراق عمل تجاوزت الأربعين ورقة ، كان التساؤل اين نحن الآن وهل نحتاج الى ورقة نقاشية جديدة تكون الثامنة ؟ وما هو عنوانها المقترح ؟ هل يمكن ان ننتقل من الاستعداد الديمقراطي الى الاستعداد السياسي ؟ أو هل نذهب الى الاستعداد الاقتصادي ؟ وهل تبحث في الديمقراطية الجديدة بعد لجنة التحديث السياسي ؟ أو بعد القرار المتعلق بدفع العملية الحزبية .
وأي كان فإن دراسة الأوراق النقاشية وقد مضى عليها عشر سنوات من عام 2012 فيه التأكيد على أساسيات هي القاعدة والاساس للعمل والتطلع للأمام لبناء المستقبل الأفضل لدولتنا الوطنية الأردنية .