لا أجد حكومة تبحث عن وسيلة لقهر شعبها بقدر ما تفعله حكوماتنا الرشيدة ..في الوقت الذي يعاني المواطن من أزمات متعاقبة نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية ..ويطلب من المواطن الأردني الصبر والتحمل من أجل الأمن والأمان والمواطنة الصالحة ..يطل علينا رئيس الوزراء ليبشر المواطن: لا زيادة على الرواتب بل الزيادة على أسعار المحروقات ، ثم تتسرب أخبار من هنا وهناك بأنه تقرر زيادة رواتب أعضاء مجلس النواب بواقع مئتين دينار بدل تنقلات ..!؟ وإلى أعضاء اللامركزية …ما الذي يجري بالبلد !؟ هل يعقل أن نصل إلى هذا المستوى من الاستهتار بلقمة عيش المواطن؟ والكل يعلم أن الطبقة الوسطى قد سحقت وأصبحت في الحضيض .. وكيف لمجلس أمة -على أساس جاء من رحم الشعب الغلبان وأصوات المساكين على أمل لإصلاح الحال والاحوال- قبول هذه الرشوة أو الزيادة لتمرير قانون أو الموافقة على قرار ما؟
إذا كانت الدولة تعاني من أزمة اقتصادية وديون متراكمة ..لِمَ تقوم باستفزاز الشعب الأردني وتطلب من المواطن الصبر؟؟!!
الوضع أصبح غير مقبول على الإطلاق ..الجرائم والعنف وحالات القتل والانتحار نشهدها يوميًا بطريقة غير مسبوقة، وهذا الوضع أصبح يشكل خطرًا كبيرًا على النسيج الاجتماعي، وعلى الحكومة ومجلس النواب الموقر تدارك ما يحدث ومعالجة الفقر والبطالة وإلا سنغرق جميعًا بمستنقع من الوحل وبمستقبل لا يبشر بالخير ولا يحقق طموحات وأحلام الأجيال القادمة..!