أود أن أقول كأنما السماء لفظتكم من ثغر غيمها ، فأمطركم القدر صيباً نافعاً لقلوبنا..فأنتم أوطان كبيره نهاجر إليها سيّراً على الأقدام للإستمتاع بحديثكم المليء بالحكم والمواعظ والتوجيه والدروس والتأهيل...
لقد شرفنا الله بمعرفتكم وزادنا شرفا وتشريفاً أكثر بالأنتساب لمدارسكم الفقهية نتعلم ونتأهل ونتفقه من علمكم وخبرتكم ومجالسكم- مجالس النبلاء والحكماء - لنخطوا نحو المستقبل خطوات نستشرف بها أسرار وخفايا النجاح والتميز والتفوق اقتداءاً بكم نموذجاً ونهجاً وسلوكاً ومرجعاً...ولا غرابه في ذلك عندما نستظل بتاريخ الكبار ونظرياتهم العلمية في الإنسانية والأصالة والفضيلة...
فأنتم علامه مميزة على خارطة المفكرين العظام بعظمة مجدكم الثقافي والأخلاقي، والعلماء الكبار الذين لديهم الرؤية والبصيرة الأستشرافية، وسعة الأطلاع الواسع، ومكانتكم العلمية والاجتماعية والثقافية التي لها حضور في المجتمع الأردني كأداة إصلاحية وتربوية وتثقيفية في أصول القيم الإنسانية ومعانيها ودلالاتها...نعم أنتم بوصلة توجيه نحو القيم الإنسانية والثوابت الدينية والأخلاقية والأفكار التي تبحث في الأحداث الساخنة وما أكثرها على الساحة العربية والتي بحاجة الى مفكري الأمة، وأنتم من أطباء هذه الأمة القادرين على تشخيص أوجاعها وصياغة الوصفات العلاجية لأوجاعها المختلفة فهناك اكتشافات علمية حديثة أسهمت في تقدم ورقي المجتمعات البشرية، وهناك علماء ومفكرين بحاجة لوضعهم في مواقع المسؤولية ومنصات القرارات السياسية والإقتصادية والثقافية حتى نتمكن من الإقلاع من محطات القطارات القديمة ومغادرتها نحو الفضاء المعرفي للأرتقاء بمستوى الإنجازات والإبداعات لأبنائنا ومنافسة الآخرين للإسهام في الحضارة الإنسانية من خلال الإنجازات والابتكارات والاختراعات العلمية لأن الذي يتحكم بالعالم اليوم هو الاكتشافات العلمية العظيمة والتكنولوجية والقوة الناعمة.....
وفي حالنا العربي يتطلب الوضع النهوض من غفلتنا والخروج من غرفة الإنعاش الى مرحلة التعافي وإلا سنبقى في حالة غيبوبه سياسية طويلة الأمد وسنكون خارج معامل التاريخ ولن يسجل لنا أية مساهمات إضافية في الحضارة الإنسانية إن لم نصل لمرحلة جديدة في التقدم العلمي والاختراعات والإبتكارات التكنولوجيا الحديثة التي تعتبر إضافة جديده في سجل إنجازاتها كما فعلت الحضارات والثقافات التي وصلت لمراتب متقدمة في بناء الحضارة بمعرفتها وأدواتها ، فحتى نكون على الخارطة الإنسانية لا بد أن يكون بأيدينا منجز حضاري يسهم في الارتقاء بمستوى الحضارة الإنسانية يُكتب بإسم الأمة العربية كأنجاز إضافي في عالم الفكر والمعرفة يُشار إليه بالبنان ...ونتمنى أن لا تطول لكي يكون لنا مكان على خارطة الحضارة الإنسانية التي نطمح للوصول اليها بهمة وعزيمة أبناء الوطن المؤهل بسلاح العلم والمعرفة والإيمان الذي هو من أسرار النجاح والتميز ، فعلينا اعادة تشكيل المجتمع العربي لنكون قوة مؤثرة في الحياة فبالعلم ترتقي الأخلاق وتسمو النفوس وتتهذب العقول ويمتلك الإنسان أدوات التقدم والرقي التي تنمي رأس المال البشري في أي مجتمع متحضر ..وهذا لن يقوم إلا بسواعد علماء وحكماء الوطن أمثالكم، كنموذج يحتذى به في عالم العلم والمعرفة والقدوة الحسنة !!!
فإلى هذه الأيقونات من نخب الحكماء والنبلاء الراقية برقي مجدها ونسبها وحسبها وغزارة علمها نقول وفقكم الله لكل خير وجعلكم منارة مشعة بألوان العلم والمعرفة والقيم الأصيلة، وقوى بصيرتكم لأستشراف مكامن القوة والإبداع والإصلاح لتقديم أفضل الخدمات للوطن والمواطن...
**فأنتم من أصحاب النظريات التي شعارها من أراد القمّة عليه بالهمة ليصنع التميز والتفوق ونشر ثقافة الإبداع والريادة والفضيلة لأبنائنا ليكونوا روافع بناء وإصلاح وأعمدة إنارة في أوطاننا، وبفكركم نرتقي ونتطور ونتقدم ونحقق التنمية والنهضة والتحديث لأن الفكر والمعرفة روافع استراتيجية لأي مجتمع متحضر، وأنتم إحدى هذه الروافع والروافد التي نتفاخر ونتباهى بها بين كبار المفكرين العظام أمثالكم... نعم أنتم من الفرسان الحكماء الذين بنىوا لنا في الروح مقاما ثقافيا وحضاريا،، فلهم عهداً أن نبني لهم في قلوبنا جنة...!!!**
زادكم الله علما وفقهاً وجنبكم عثرات الزمان.. ونسأل اللة لكم درباً لا تضيق به الحياة ، وقلباً لا يزول منهُ الأمل ، وفرجا قريبا تعز به عبادك....فاللهم إجعلنا فى عنايتك ، لا يضرنا بشر ، ولا يبكينا قدر...