مضى ذلك اليوم بكل تفاصيله لتغرب شمسنا وتطوي بين جنحات ظلامها الدامس الموحش أغلى البشر ففي غروبها وظهور نجومها تبدأ أنفاس أبي الطاهرة الزكية تتناقص ورغم تناقصها السريع لم يغفل عن صلاته وعن تسبيحة وعن فعل الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رغم نضوب مياه الحياه وذبول وردود الأيام واقتراب النهايات كان متمسكا بمواقيت صلاته الطاهره
..... لحظات تستسلم الروح لبارئها راضيه مرضية وتفيض الأنفاس المباركة لخالقها مودعه دنيا نال مانال منها من مصاعب ومتاعب والآم تجاوزها أبي بصبر كصبر الجمال وعزيمة لاتنيل فكيف وهو الذي شهد دفن ابنائة الستة والذي بلغ منهم أربعة الحلم فكان صابرا محتسبا موقنا بأن الله سيجزي الصابرين
ابي
ذلك الضيف الكريم الذي طوق أعناقنا بلطفة وحنانة وتعب الليالي على ان يوفر لنا كرامة النفس وعزتها فاجتهد ان نكون بالعليا بالاقوال والأفعال
ابي....
تلك السيرة الطيبة التي تدرس لنا كابنائة ولغيرنا فلم يكتب عليه أن ازعل احدآ ابدا ولم يكتب عليه أن اغضب احدآ كان لينا هينا طيباً دمثا خلوقا حييي لايرد سائلاً وعطوفا على كل شيء