على ما يبدو أننا مدينون بالإعتذار من الشباب في يومهم الدولي عن الاخفاقات في البرامج والخطط التي كان يمكن أن تحسن من اوضاعهم وتحدّ من نسب البطالة بين صفوفهم، وترفع منسوب التفاؤل والإقبال على الحياة، وهو ما سينعكس على التنمية الشاملة العنوان الأبرز في الاولويات الرسمية، كما تعلن عنها الحكومات المتعاقبة مراراً وتكراراً. والمؤشرات تؤيد ذلك تأخر سن الزواج عند الشباب الناتج عن تحديات الحصول على وظيفة أو عمل، وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات، ثم الميل إلى العزلة لا يدفع ثمنه الشباب وحدهم، بل أسرهم كذلك، نستطيع أن نلمح كذلك تدني الرغبة عند الفتيات في الزواج نظراً للتحديات المعاشية التي تواجه تكوين الأسرة.
نحتاج إلى إصلاح في منظومة توفير فرص العمل، وتوحيد قاعدة بيانات وطنية موحدة فيما يتعلق بالتعيين أو العمل، لا يجوز تمرير وظائف خارج اطار ديوان الخدمة المدنية، ينبغي ان تركز المسوح والبيانات عن فرص العمل في كل المؤسسات والمنشآت الرسمية والخاصة، ويتم التعيين بناءًا على عوامل التخصص والكفاءة والإستحقاق.
لقد أصبح واجب الحكومات المتعاقبة أن تصدر خطط للاستهلاك الاعلامي وإيهام المجتمع ومن ضمنه شريحة الشباب، وحيث أن مجتمعا اغلبيته من الشباب فإن المؤتمرات والتي تنعقد للتشغيل يغيب عنها شبابنا الذين نتغنى فيهم وهم أملنا، ومما شاهدته في حياتي كانوا عرضة لعدم ايفاء بعض المسؤولين الذين يعشمّون الشاب بالوظيفة والعمل سواء كانوا نواباً و مسؤولين ومن ماثلهم للتوسط للشاب بعد ذلك يتوارى عن الانظار، فلا نفعت مبادراتهم التي لم تجد من يتبناها ويدعمها وفقط الدعم من خلال رعاية الافتتاح ويكتفي فقط بالاستعراض الاعلامي لغايات انتخابية. لا يحتاج الشباب الى حمل وثقل جديد ليضاف الى مايحملوه من أثقال، ومشكلات الشابات أكثر فهناك بعض أرباب أسر ولا أعمم يكتفي بتدريس إبنته وبعد ذلك لايقدم مصروفا بحجة انه قام بتدريسها ولم يتفهم احتياجاتها الخاصة.
لقد عملت مع الشباب واليافعين منذ ثلاثين عاماً من خلال مركز الابداع الشبابي وجدت فيهم العبقرية والابداع وحسن الادارة ومحبة الوطن ومعاني الولاء والانتماء، الشاب بحاجة للفهم والتقبل، يتألم الشباب عندما يروا المبالغة في نفقات الدولة والمجتمع وعدم التوزيع العادل للثروة، وأعي تماماً بأن المديونية العامة وهي التي تجعلنا في قاع الزجاجة وعدم القدرة على الخروج منها... وأعتقد أن أهم واجبات الحوكمة والمؤسسات الرسمية البحث عن تسويق الكفاءات الشبابية الى اسواق عمل خارجية من خلال برامج الترويج لكفاءاتهم... الان الشباب محبطين وغير مكترثين في الفكر او الانتماء الى احزاب فبعضهم يعتبرونه رفاهية لا تعنيهم.
في اليوم الدولي للشباب الذي يصادف اليوم نحن بحاجة ان نقدرهم ونضع استراتيجيات خارج الابواب المغلقة في الفنادق والشاليهات وغيرها.. . صحيح نحن نحتاج الية و خطة وطنية يشارك فيها الشباب وليس مجرد برامج وخطط وهمية لا تساوي ثمن أحبارها وأن تكون في فترة قصيرة وعملية وان تكون برئاسة سمو ولي العهد وهو من أكثر من يتفهم واقع الشباب كونه ينتمي لهذه الفئة العمرية ونلمس جهوده من خلال المبادرات التي يقودها ويرعاها، وأن يتم تفعيل دور وزارة العمل لا الغائها أو الغاء مؤسسة التدريب المهني وهي ليست من اختصاص وزارة التربية المعنية بالتعليم المهني مثل التعليم الصحي والزراعي والفندقي، كما أن مؤسسة التدريب المهني هي لجميع الاعمار ومن حقهم ان يتدربوا .. واني ابارك للشباب في يومهم الدولي راجياً ان يكون يوماً وطنياً نراجع فيه خططنا تجاه الشباب ومسؤلياتنا نحوهم. وكل عام وشبابنا ووطننا بالف خير
(كاظم الكفيري )رئيس جمعية الأسرة والطفولة ومدير مركز الابداع الشبابي.