يحيي الشعب الفلسطيني يوم الأحد 21 أغسطس 2022، الذكرى الثالثة والخمسون لإحراق المسجد الأقصى المبارك من قبل متطرف يهودي، في الوقت الذي يواصل الاحتلال فيه تهويد المسجد المبارك والمدينة المقدسية، وسط صمت عربي ودولي.
ومن مظاهر التهويد، التي ينتهجها الاحتلال بحق المسجد الأقصى، قيام بعض مصانع مشروبات الخمر وضع صورة مسجد قبة الصخرة مسرى الرسول الكريم ملصقًا على عبوات المشروبات (زجاجات الخمر من نوع فودكا) التي يتّم تصنيعها في أوكرانيا، ويقوم الكيان باستيرادها وبيعها في "إسرائيل".
وهذه المشروبات الروحيّة التي تحمل صورة قبة الصخرة المشرفة تُباع في الحانات والحوانيت الإسرائيليّة بحريّةٍ دون أنْ ينتبه احد لهذا الاعتداء علي مقدسات المسلمين. ودفع هذا التصرف شاب فلسطيني يعيش في الداخل الفلسطينيّ لإتلاف الكثير من هذه العبوات التي تحمل ذلك الملصق والتي وجدها في احد المطاعم التي اشتراها حديثًا.
وكانت مؤسسة الأقصى قامت بالتقاط الصور لهذه الزجاجة من الخمر وهي من نوع (فودكا) تحمل رمز (إفرايزركيا)، تُصنّع في مدينة (سيمفيروبول)، وتقوم شركة إسرائيليّة باسم (بولوينا) للاستيراد والتصدير، ومقرها في مدينة أشدود بتسويقها، في حين يظهر من على ظهر الزجاجة أنها تصنع في المدينة الأوكرانيّة، وان أعلى هيئة دينية يهودية وهي الربانوت (الحاخاميّة) الرئيسية قد رخصت تسويقها بالإضافة إلى مؤسسات دينية يهودية في بريطانيا.
أمّا فيما يتعلّق بإحراق الأقصى، يوم 21 آب (أغسطس) 1969، فقد اقتحم متطرف يهودي أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى. وجاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس. شبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير، مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران أيضًا منبر المسجد التاريخي الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.