بقلم العقيد الركن المتقاعد الدكتور ضامن عقله الابراهيم
في مثل هذا اليوم يوم الجمعه بتاريخ 1071/8/26 وقبل 951 عاما
في أحد الايام اجتمعت اوروبا وحشدت جيش قوامه600000 مقاتل ومعهم 1000منجنيق وكل منجنيق يجره 100ثور وذلك من اجل هدم الكعبه المشرفه وإباده المشرق الاسلامي ، وكان الجيش يضم البابا ومعه 35000 بطريرك وما لا يحصى عدده من القوات والسلاح والعده والعتاد واعلنوا الحرب المقدسه& وتوجهوا لديار المسلمين من اجل إفنائهم وإبادتهم ….!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟
وكانت الخلافه العباسيه انذاك بأسواء احوالها من فقر وضعف وكانت الخلافه لا تضم سوى3000جندي يخرجون في موكب الخليفه الذي لا اسم له ولا صفه سوى الدعاء له بالصلاه يوم الجمعه …!!!
فهل انتهي الامل وقضي الامر !؟؟؟
بالطبع الاجابه لا والف لا……..
كانت هناك اماره صغيره إسمها دوله السلاجقة كانوا يقفون كحرس حدود على مشارف دوله الخلافه العباسيه ويصدون الغارات البيزنطيه تاره وينهزمون تاره اخرى وكان قائد تلك الاماره شاب صغير يافع مليء بالعنفوان والانفه والكبرياء والكرامه اسمه ألب ارسلان وبالعربية يعني( الأسد الشجاع )كان هذا البطل عائدا من خرسان من حرب بجيش قوامه 21000 مقاتل ومابين مصاب وفاقد سلاح ويحتاج الى اعاده تنظيم لقواته ، سمع بمجيء الجيش الصليبي فاسرع بالعوده وحاول ان يقنع (أرمانوس) الامبراطور البيزنطي بالرجوع عن قراره مقابل التنازل له عن بعض الاراضي او دفع الجزيه واغراه بالمال والغنائم ولكن الامبراطور رفض ذلك كله واخبره بان الجيش البيزنطي قادم وتكلفته لا تتسع له اموال المسلمين كلها …وان اباده المسلمين وهدم مقدساتهم في فلسطين والحجاز هي الثمن الوحيد للحمله .
ارسل ارسلان الخليفه يسأله العون والمدد فلم يجبه متعللا بسوء الحال وقله الحيله والحمد .
حاول ارسلان ان يستثير حمايه المسلمين من كل الاقطار الاسلاميه فلم يجبه الا قله قليله .
ذهب ارسلان الى شيخه ابو نصر محمد بن عبد للملك البخاري وشاوره بالامر الجلل فحثه على الجهاد والقتال في سبيل رفعه دين الله بما اؤتي من قوه …. وهنا يخرج ارسلان الى جيشه ويخبرهم …من اراد القتال والجهاد في سبيل الله فليبقى ومن اراد الانصراف فليقدم عذره وينصرف.!!!
وبعد ذلك وقف الشيخ البخاري العظيم امام جنده وقال (هذا يوم من ايام الله لا مكان فيه للفخر او الغرور وليس لدين الله وحرمه دم المسلمين وحرمه مقدساتهم في كل الدنيا الا سواعدكم وايمانكم ) والتفت الشيخ الى الاسد ارسلان وقال له اجعل المعركه يوم الجمعه حتى يجتمع المسلمون لنا والخطباء يقومون بالدعاءبالصلاه وبالفعل استجاب ارسلان لطلب الشيخ وهذه النصيحه التي تشرح باقل العبارات اسباب الانتصار الماديه والمعنوية فالمجاهدون يحتاجون للدعاء،مثلما يحتاجون للسيف والرمح ، وفي يوم الجمعه 7ذي القعده463هجريه الموافق 26اب 1071 ميلاديه قام ألب ارسلان وصلى بالناس وبكى خشوعا لله ودعاء الله عز وجل طويلا ،ومرغ وجهه بالتراب تدللا بين يدي الله ،واستغاث به وعقد ذنب فرسه بيديه ثم قال للجنود:
" من اراد منكم ان يرجع فليرجع فانه لا سلطان ها هنا الا الله "
ثم امتطى جواده ونادى باعلى صوته في ارض المعركه "ان هزمت فاني لا ارجع ابدا فان ساحه الحرب غدو قبري"
بهذا المشد المعيب استطاع ارسلان باذن الله ان يحول 21 الف مقاتل الى 21 الف اسد شجاع ….!!!!!
وفي مكان اسمه ملاذ كرد جنوب شرق تركيا كانت ساحه المعركه ويقسم ارسلان قواته ويعزل ويرص الرمله بين جبلين ويتقدم بقواته ليستقبل طلائع البيزنطيه بينما تأخرت باقي الجيوش الاوربيه
انقض الرومان ب60 الف مقاتل فتقهقر ارسلان وانسحب الى الممر بين الجبلين وخرج منه وانتشر خلفه وفرقه تتقد للالتفاف من جانب الجبل(الاحاطة) بالمفهوم العسكري الحديث.
وبهذا يغلق الممر تماما ، ويحاصرهم في كمين من احكم الكمائن في تاريخ الحروب .
دخلت القوات البيزنطيه وانتظر حتى امتلاء بهم الممر واشار ابرمته فانهالت عليهم السهام كالمطر لا تبقى ولاتذر ، وهنا يقول العميد الركن محمود شيت خطاب معلقا على تلك الحاله ( ان المراه كانوا استثنائين وفوق العاده فقد ابادوا60 الفا من المحاربين في ساعتين ، لدرجه ان فرقتين حاولوا الصعود على جانبي الممر لا جلائهم ولكن السهام ثباتهم واخترقت اجسادهم بالممر الذي تغطى بجثثهم ….ومن حاول الخروج من الممر كان السلاجقة له بالمرصاد يذبحونهم احياء)
علم الاوربيون بالهزيمة النكراءفتقدمت قوات ارمينية وجورجيه وروسيه فاستقبلتها فرقه المقدمه وابادتهم ،
فاشتد الخلاف بين القاده الاوربين وتبادلوا الاتهمات وحدث الخلل ورجعوا لبلادهم يجرون ثياب الخيبه والهزيمه وتركوا باقي البيزنطيين فانقض عليهم ارسلان انقضاض الاسد وقضى عليهم وابادهم عن بكره ابيهم .ووقع الامبراطور البزيبنطي في الاسر …. وكان يوما من ايام الله …!!!!!؟؟؟؟؟؟
هل كان احد يتخيل ماحدث…طبعا لا والف لا ،
هل بالمنطق والحسابات العسكريه وتقدير الموقف العسكري يحدث هذا ، من يتصور ان 21 الف مقاتل امام نصف مليون مقاتل اوربي متشبع بالدم والحقد الاسود وترسانه الاسلحه ولكنه امرا الله
(كم من فئه قليله غلبت فئه كثيره باذن الله)
هذه صوره مشرفه لاحد ملامح المسلمين البطوليه التي سجلها التاريخ لتعلمها لابنائنا وبناتنا واجيالنا القادمه لتحرير فلسطين والمقدسات الاسلاميه ان وعد الله قادم لا محاله كيوم القيامه .