في زمانات غائرة من بداية نشأتنا قمنا بصولات وجولات وهجومات وصلت قعر المضافة نطالب جدي بشراء "معزا" لنا أسوة بباقي جيراننا كي نشرب حليبها ونأكل الرايب والزبدة ونكف عن حمل عبوة اللبن من الدكان.
بعد الضغط المتواصل لبى جدي طلبنا، لكن المفاجأة أنه اشترى لنا عنزة واحدة لاغير، ربطوها داخل خربوش لنا في حوش الدار.
خلينا نحكي عامية، كان مافي طريق نروح نحلب العنز إلا بالمرور من أمام جدي وهو مرتكي بمضافته، طبعا هذا كان بوقت الأبواب مشرعة ٢٤ ساعة، صغار، شو عرفنا، كل ما نعمل ابريق شاي نحمل سحلة ونروح نحلب، والشاي عامود من اعمدة اكلنا وشربنا، من الصبح ختي متى عالخربوش، فش حليب، يادوب احيانا يطلع معنا قدر نص كاسة شاي" أم كريسي" الصغيرة... العصريات شن جدي هجومه المضاد،... قال ولكم من مبارح حدا منكم اطعمها وللا سقاها مي.. نازلين ور.. ور من قدامي.. ما انتو شايفين وجهها شلون ذاوي... قلنا اصلا عنزك ما فيها حليب.. أنت وأنت، فوقك تحتك... وتناوبنا المناقرة والمداقرة بكل روح ديمقراطية.. قفل النقاش.. الله ريتكم للجدرة.. باكر إن جاني تاجر ابيعها... ودكم حليب.. ود يشلع ودكم.. ما سمعتوا اللي قال شف وجه العنز واطلب منها حليب.... أثاريه كاين حاطنا تحت التجربة.... جت القصة عبالي بأثر رجعي وأنا بفكر عالصبح بموقع وشكل مدينة جديدة غي مكان ما.." الله ريتك ما تذوق اللبن"
* شف: شوف، انظر.. تعتمد لهجة البدو على جزم فعل الأمر غالبا.. نم، قم، قل،كل اي تناول الطعام ...