تعود بي الذاكرة الى العام 1976 حيث جئت الى الكلية العربية طالبا في قسم الرياضيات ؛كانت الكلية بمثابة جامعة تقع في منطقة الشميساني حيث يقام اليوم السيفوي ؛وكانت تضم نخبة من الاستاتذة القادمين من الجامعة الاردنية وغيرها من الجامعات العربية ؛وكان عميدها المرحوم استاذي الدكتور عبد الرحمن عدس ورئيس مجلس امنائها المرحوم محمد نزال العرموطي" ابا مازن " ..كانت الكلية العربية لها حضور مميز في مسيرة التعليم الاردنية وها هم خريجوها يملأون الارض طولا وعرضا بحضورهم العلمي المتميز ..ومع الايام تعرفت على الرجل خاصة عندما كنا نحن مجموعة من الطلبة نذهب الى شركتة الاردنية للفنادق نعمل في وقت فرغنا ونساعد هناك في ارسال الكتب الى المساهمين مقابل مبلغ من المال نسد به جزأ من مطالب حياتنا ..وكان الرجل يمنحك قوة وانت تلميذ في كليتة : عرفته طيب المعشر.. هادئا مهذبا .. شامخا في تواضعه .. مهيبا في طلتة.. انيقا في ملابسه ..ودودا ..لطيفا ..حكيما ..رجل دولة في الاقتصاد والدبلوماسية والتعليم والسياسة والانسانية ..حاضر في الوطن شرقه وغربه وفي العالم العربي سفيرا هنا وهناك ..ما ذكر عند احد الا اشاد بخلقه الرفيع وانسانيته وتواضعه ..ونبل اخلاقه.
اذكرك ايها الراحل الكبير عندما تخرجنا من الكلية العربية : كنت شامخا وانت تسلمنا الشهادات ونحن نتهادى على مسرح قصر الثقافة والكوفية شعار تخريج الكلية العربية تزين رؤوسنا وزغاريد النسوة تملا الزمان والمكان فرحا وسرورا وسعادة وبهاء ..
يرحل الشيخ الجليل محمد نزال العرموطي الى الدار الاخرة مظللا بالمحبة والذكرى العطرة .. وقد ترك ارثا يفخر به ابناؤه وبناته والوطن بكل منابته واصوله : عاش نزيها ونبيلا .. ويرحل مطمئنا راضيا مرضيا كريما ..رحمك الله يا ابا مازن واسكنك العليين من جنانه ؛ ولله ما اعطى ولله ما اخذ وكل شيء عنده بمقدار..وسلام عليك في الخالدين.