توجد العديد من الخطوات والأمور الأساسيّة أثناء استقبال الضيوف. والتي بدورها تساعد المضيف على ترك أثر طيب ولطيف في نفوس زوّاره، وإسعادهم وإدخال البهجة لقلوبهم أثناء الزيارة، ومنها ما يأتي:
تحضير المكان لاستضافتهم
فيه كحال غرف الضيافة والنزل الفندقيّة التي تسعى بذكاءٍ لاستقبال الضيوف وكسب ودّهم وثنائهم. وجعلهم يشعرون بالراحة كما لو أنهم في منزلهم، حتى إن البعض يحاول أن يجعلهم مرتاحين وسعيدين ومرفّهين أكثر من الوقت الذي يقضونه في منازلهم الخاصة. يجب على المضيف أن يجتهد في توفير ظروف مناسبة لضيفه. ولا يعني ذلك التكلّف واقتناء أفخم أنواع الأثاث وشراء أشهى المأكولات واتباع أساليب الضيافة المُصطنعة المكلفة التي تفوق إمكانيّاته، والبحث عن أكثرها جودةً، وما إلى ذلك. وإنما خلق أجواء عائليّة لطيفة، وإظهار ابتسامة مريحة تشعره بسعادة مستقبله برؤيته وزيارته. والتصرف بطريقةٍ خلوقة ولائقة. ولا ننسى ضرورة توفير مكانٍ مُناسب ليجلس به، أو غرفة نومٍ جيّدة لاستضافته في حال كان قادماً من مكانٍ بعيد ويرغب في البقاء في منزل مضيفه. وهو أمر يعتمد على الاتفاق المسبق بينهما، لكن بشكلٍ عام لا بد من تنظيف وإزالة الفوضى من موقع الاستضافة. كأن يكون الضيف صديقاً وسيجلس مع مضيفه في غرفته الشخصيّة، أو في غرف الضيوف، أو غيرها من أرجاء البيت. فلا بد من تنظيفها ومسح الغبار عنها وتهويّتها وجعلها مرتبة ومنظّمة مُسبقاً.
الترحيب بالضيف واستقباله وحسن ضيافته
تعتبر خطوة الترحيب بالضيف بطريقةٍ مهذبة ولائقة من أبرز أساسيات وأصول الضيافة. حيث إنها تسعد الضيف وتزيد من ارتياحه. ويكون ذلك بمقابلته بابتسامةٍ مشرقة أو مصافحته أو عناقه حسب درجة القرابة أو الصداقة بينهم. ولا ننسى سؤاله عن حاله وعن صحّته بلطفٍ، كما يمكن تعريف الأصدقاء المُقرّبين على أنحاء المنزل في حال كانت الزيارة الأولى لهم. ولا ننسى تقديم بعض الإطراءات لهم أو إظهار الشكر والامتنان في حال إحضارهم أي هدايا بسيطة للمضيف بغض النظر عن نوعيّتها. ثم تأتي خطوة تقديم الضيافة، حيث يمكن البدء بمشروبٍ مناسب لسن الضيف وميوله. ويفضّل سؤاله وتقديم بعض الخيارات له، مثل: شراب البرتقال، أو الفواكه، أو المشروبات الغازيّة،، أو المشروبات الدافئة، أو غيرها. وتلبيّة طلبه في حال اختيار أي منها، وينصح بتقديم أكواب الماء ووضعها على الطاولة للضيف أيضاً. فقد يرغب بشربها لكنه قد يشعر بالخجل من الطلب.
الترفيه عن الضيف وإسعاده قدر الإمكان
من واجب المضيف إسعاد ضيفه والترفيه عنه بشتى الطرق والوسائل، وهو من باب إظهار الاهتمام به والسرور بتواجده، ويمكن الاستعانة بعدّة طرقٍ مختلفة أبرزها ما يأتي:
-سرد القصص الممتعة والمسليّة للترفيه عن الضيف وتبادل النكات والمزاح معه لكن بطريقةٍ لطيفة دون إيذاء مشاعره أو تعمّد إزعاجه.
-تبادل الحوارات الممتعة كسؤال الضيف عن هواياته واهتماماته، كفرقته المُفضّلة، أو الموسيقى التي يحبها، والأنشطة الرياضيّة أو المغامرات الشيّقة التي قام بها وإخباره عن نفسه بالمقابل بأساليب لطيفة تشد الانتباه وتسعد الطرفين أثناء سردها أيضاً.
-محاولة البحث عن نشاط مشترك يُمكن القيام به معاً للتسليّة، كمُشاهدة فلم، أو لعب ألعاب الفيديو، أو ألعاب الطاولة، او غيرها من الهوايات التي يمكنهما القيام بها بانسجامٍ ومتعة.
تقديم الهدايا البسيطة والمميّزة
قد يكون سبب استضافة الزوّار في المنزل أحياناً وجود مناسبات خاصة ومميّزة جاؤوا لتشاركها مع ساكنيه تعبيراً عن محبّتهم وولاءهم لهم. ومنها: أعياد الميلاد، أو احتفالات التخرّج، أو حفلات الخطوبة العائليّة الصغيرة أو غيرها من الاحتفالات والأعياد المميّزة. وبالتالي يمكن للمضيف التعبير عن سعادته وحبّه لضيوفه، وترحيبه الشديد بهم. وإظهار الشكر والامتنان والنوايا الطيبة والحسنة تجاههم من خلال منحهم بعض الهدايا الرمزيّة البسيطة. لتوطيد علاقته بهم أكثر وشكرهم بطريقته اللطيفة على تلبيّة دعوته. ولا يشترط أن تكون الهدايا باهظة الثمن. وإنما بسيطة ومرتبة وتحمل مشاعر صادقة لتصل الرسالة لهم بوضوح. كما يمكن أن تقدّم هذه الهدايا لأطفالهم أيضاً. حيث إن رسم البهجة والإبتسامة على وجوه الأطفال سيسعد ذويهم دون شك ويشعرهم بالامتنان والمودّة اتجاه مضيفهم.
وداع الضيف بطريقةٍ لائقة
تأتي هذه الخطوة في نهاية الزيارة كأحد أساسيسات إيتيكيت الضيافة الهامة. عندما يرغب الزائر بالمُغادرة من بيت صديقه. حيث يتوجب على المضيف أن يساعده في تجميع ممتلكاته الشخصية والعثور عليها في حال نسيانها. كالهاتف الخلوي، أو شاحنه، أو مفاتيحه، أو غيرها، وفي حال لاحظ المضيف بأن ضيفه كان يحمل شيئاً عند قدومه يمكنه تذكيره وسؤاله عنه أيضاً. لضمان عدم المُغادرة دونه ونسيانه. ولا ننسى مصافحته ووداعه بلطفٍ وأدب. ومن جهةٍ أخرى شكره على زيارته وإظهار الاحترام والامتنان لقدومه لبيته. ودعوته للحضور وإظهار الترحيب له في حال الرغبة بالقدوم مرّةً أخرى في أي وقتٍ شاء.