لنْ يأتِ التغيير من فراغ، فكثير من الناس تنتظرً أنْ تحدثَ معجزةً في حياتهم فيحدث التغيير المطلوب، ولكن التغيير يحتاج إلى خطوات لإنجازه ويحتاج إلى جهد ووقت ومثابرة، وهذا لا يقلل من قدرة المعجزات في حياتنا، ومن قدرة الخالق بأن يجري معجزاته معنا متى شاء وكيفما شاء، ولكن جوهر قناعاتنا الإيمانية تُعلّمنا أنه من أجل أحداث التغيير المطلوب وجب علينا أن نتسلح قبل كل شيء بقوة الإرادة مسنودة بأفكار وخطط وبرامج عمليه، وبدون مثل تلك الإرادة وهذه العزيمة يصعب جداً أن نغيِّرَ من حالنا ومن وضعنا.
فبلا أدنى شك أننا نحتاج إلى خطط وبرامج محددة نسير عليها للوصول إلى التغيير المنشود، ولكن من دون أن نمتلك قوة تلك الإرادة وتلك العزيمة الداخلية فكأننا ندّق الماء في الهاون. لذلك من أجل تحقيق النجاح أو الوصول إلى الهدف النشود وجب علينا أن نتفكر بالطرق الناجعة للوصول لذلك من خلال رسم أفكارٍ خلاّقة قابلة للقياس والتطبيق العملي والمنهجي، ويصاحبها العزيمة والإرادة الصلبة التي لا تعرف الكلل ولا الملل وتتحدى كل العراقيل والعقبات. عندها فقط نقدر أن نحقق أمنياتِنا وطموحاتِنا بعيداً عن مجرد ضربة حظ أو مجرد أحلام وأوهام.
وقصص الحياة التي تُروى في ذلك كثيرة، وخصوصا على مستوى الأفراد والجماعة والشعوب، ولكنَّ النجاحَ كان دائماً حليف من إستخدم ملكة العقل والتفكير السليم والتخطيط الجيد، وتسلَّحَ بالإرادةِ والعزمِ والإيمان، فالله لا يستجيبُ لصامت، لذلك يتطلَّبُ منَّا النجاحَ أن نقوم بواجبنا وببذل أقصى ما يمكننا فعله وبما يمليه علينا المنطق والتفكير السليم طالبين بركة الله وتوفيقه.
وللنهوض ببلادنا المشرقية في كل المجالات الثقافية والعلمية والفكرية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية نحتاج إلى مؤهَّلين ومتخصصين يضعون الخطط والبرامج القابلة للتنفيذ وإلى أشخاص يمتلكون إرادة وعزيمة لا تلين لإحداث التغيير المنشود لتعّم الفائدة على الأوطان والمواطنين.