إن التصريحات التي أدلت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي ن.بيلوسي خلال زيارتها الى أرمينيا في تاريخ 18 سبتمبر عام 2022، والتي حرّفت الوضع في المنطقة، تُثير بالغ الأسف. الاتهامات الخالية من الأساس وغير المنصفة التي وجهتها ن.بيلوسي تجاه أذربيجان مرفوضة.
لقد كان الحادث الذي وقع في ليلة من 12 سبتمبر الى 13 سبتمبر من العام الحالي على الحدود الشرطية غير المحدّدة، اسفزازاً عسكرياً واسع النطاق من قبل أرمينيا بحق أذربيجان، حيث تصدت القوات المسلحة الأذربيجانية لهذا الاستفزاز، مما أدى الى توفير حماية سيادة ووحدة أراضي بلادنا. في الوقت الحالي، الهدنة قائمة وتم احتواء تفاقم الموقع. وتقع كامل المسؤولية عن تفاقم الموقع في المنطقة بهذا الشكل وحدوث الاستفزاز على نطاق واسع، على القيادة العسكرية – السياسية الأرمنية.
عموماً، يُشهد لن.بيلوسي أنها سياسية موالية للأرمن، ويدلل على ذلك بصورة مباشرة وجود الأعضاء الداعمين للأرمن بالذات ضمن الوفد المرافق. ونظراً لاقتراب الانتخابات النصفية في الكونغرس الأمريكي، يتراءى أن ن.بيلوسي هي الأخرى تستغل هذه الزيارة لأجندتها الداخلية ولكسب دعم دوائر اللوبي الأرمني في الولايات المتحدة. وليس مقبولاً أن تُنقل المؤامرات السياسية ومصالح الضغط المتوافرة في الأجندة السياسية الداخلية للولايات المتحدة الى منطقة جنوب القوقاز من خلال أرمينيا.
مما يؤسف له بالتشديد على أن ن.بيلوسي التي كانت تتحدث عن العدالة، تعمدت حتى اليوم عدم إظهار أي موقف بشأن السياسة العدوانية التي تمارسها أرمينيا بحق أذربيجان، واحتلالها للأراضي الأذربيجانية الذي استمر نحو 30 عاماً، وقيامها بالتطهير العرقي ضد مئات آلاف الأذربيجانيين، وهكذا الجرائم الخطيرة الأخرى التي تتحمل أرمينيا المسؤولية عنها.
ويجب تقدير ما أدلى به ن.بيلوسي من التصريحات على أنه تصريحات مبنية على ما تقدمت به الدعاية الأرمنية، الأمر الذي يُعدّ ضربة جادة لمساعٍ حالية في اتجاه تحسين العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان.
ولا تخدم مثل هذه الخطوات الأحادية الجانب تعزيز السلام الهش في المنطقة، بل زيادة التوتر.