ما كنتُ أحسِبُ أني سوفَ أبكيهِ وأنّ شِعْري إلى الدنيا سينعيهِ
وأنني سوف أبقى بعد نكبتهِ حيّاً أُمزّق روحي في مراثيه
(( محمد خليل كريشان )) ابو علي
أمين البريد السياسي في وزارة الخارجية
أبو الطلاب والمغتربين
حمل من إرث معان كل عظيم من طباعها
رجل دمث الأخلاق لدرجة أنك تخجل من إستقباله لك بإبتسامته التي تغطي وجهه البشوش وكأنك تعرفه من زمن أو تشعر بأنه صديقٌ أو قريب ان يتركك تغادر مكتبه في وزارة الخارجية دونما ضيافة أو واجب
رجلاً كانَ يُنزِلُ الناس منازلها
كان مكتبه محجًا ومقصدًا لذوي الطلاب الاردنيين الذين يدرسون في خارج المملكة وأولياء امورهم
حتى يتمكنوا من إرسال المصاريف الشهرية ورسوم أبنائهم الجامعية ،،،
الحل روحوا على وزارة الخارجية في واحد معاني إسمه أبو علي كريشان بستقبل كل الناس وبساعدهم
هكذا كانت وزاراتنا بمثابة الأخ الكبير
كانت تبحث عن اسهل واقصر الطُرق لمساعدة الفقير
كانت ملاذاً للمحتاجين لمساعدة او قضاء حاجات الناس
لأنه كان لدينا حكومات وقامات وأصحاب قرار
كانت كلمة أردني بالنسبة لهم تعني الحياة في القمم
والأنفة وعزة النفس والشموخ.
وقد أمضى العم الفاضل ابوعلي رحمه الله عقوداً من الزمان الأمين المؤتمن للبريد السياسي بالرغم من تقلب عدد لابأس به من الوزراء الذين قابلنا غالبيتهم وشهدوا له بالأمانة والاخلاص والوفاء والإنتماء لهذا الوطن ولتراب معان العتيق حيث نشأ في أعرق بيوتات معان وتربى على أطهر أيادي الاباء التي لازالت تتوارث مجدها دوماً الى يومنا هذا وبإذن الله ستبقى عامرة بصلاح الأبناء والأحفاد
ومن دهاء العم ابوعلي المعروف كان يقرأ وجوه الناس جيداً وتحديداً من آباء الطلاب البسطاء حين كان يشاهد حالة الأب أو أُم الطالب ويقول لهم
خلاص ابنكم ارسلنا له فلوس من مخصصات
توكلوا على الله ، وكانت هذه المخصصات من جيبه الخاص ومن راتبه أو بعض المحسنين الذين كانوا يأتمنونه لإيصالها الى المحتاجين من العائلات المستورة أو الطلاب المساكين
هذه أجزاء ومواقف من حياة رجلاً من بيوتات العز في معان بقي صامداً واقفاً شامخاً كالنخيل إلى أن لقي وجه ربه راضيًا مرضيا بإذن الله تعالى