أول معتمر في الإسلام، هو ثمامة بن أثال بن حنيفة (ملك اليمامة) بأرض نجد ، وقع أسيرا لدى المسلمين في العام السادس للهجرة ، وهم لا يعرفون أنه سيد بني حنيفة . عامله النبي صلى الله عليه وسلم معاملة إنسانية كريمة راقية ، ودعاه الى الإسلام فأسلم ، ثم ذهب من تلقاء نفسه إلى نخل قريب من المسجد النبوي – ولم يذهب إلى أهله – ومن تلقاء نفسه – أيضًا -، اغتسل غُسل المسلمين، ثم قدم إلى المسجد فنطق بالشهادتين، ثم علَّمه الرسول صفة العمرة على المنهج الإسلامي، ولقنه التلبية .
أول العمرة في الإسلام.
استأذن ثمامة الرسول ان يؤدي العمرة فكان أول مسلمٍ على ظهر الأرض يدخل مكة ملبِّيًا، وكانت لا تزال بيد الكفار، ولا يزال فيها الأصنام . حتى إذا بلغ بطن مكة وقف يجلجل بصوته العالي، قائلًا: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمـد, والنعمة, لك والملك، لا شريك لك، لا شريك لك سمعت قريشٌ صوتَ التلبية، فهبَّت الجمع مستلين سيوفهم مِن أغمادها، واتجهت نحو الصوت لتبطش بهذا الذي اقتحم عليها عرينها، ولما أقبل القوم على ثمامة، رفع صوته بالتلبية رفع العيار، فهمَّ فتىً من فتيان قريش أن يرديه بسهمٍ، فأخذوا على يديه، وقالوا: ويحك أتعلم من هذا؟ إنه ثمامة بن أثال، ملك اليمامة، فقتْلُه يشعل علينا نارَ حربٍ كبيرةٍ، أخذوا على يديه، ومنعوه أن يناله بسهم، وقال الناصح: والله إن أصبتموه بسوءٍ لقطع قومه عنا التجارة، وأماتونا جوعًا، ثم أقبل القوم على ثمامة، بعد أن أعادوا السيوف إلى أغمادها، وقالوا: ما بك يا ثمامة، أصَبَوْتَ؟ يعني أسلمت، وتركتَ دينك ودين آبائك, قال: ما صبوت، ولكني اتبعتُ خير دينٍ، اتبعت دين محمد.
الحصار الاقتصادي على مكة
عندما انتهى ثمامة بن اثال من عمرته، قال لسادات قريش ( أقسم برب هذا البيت إنه لايصلكم بعد عودتي إلى اليمامة حبةٌ من قمحها أو شيء من خيراتها حتى تتبعوا دين محمد عن آخركم) و عاد إلى بلاده فأمر قومه بأن يحبسوا التجارة عن قريش، فصدعوا بأمره واستجابوا له، مما جعل الأسعار ترتفع في مكة، ويفشو الجوع ويشتد الكرب حتى خافوا على أنفسهم وأبنائهم الهلاك. عند ذلك كتبوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقولون: إن عهدنا بك تصل الرحم وتحض على ذلك.. وإن ثمامة بن أثال قد قطع عنا تجارتنا وأضرَّ بنا. فإن رأيت أن تكتب إليه أن يبعث بما نحتاج إليه فافعل. فكتب عليه الصلاة والسلام إلى ثمامة بأن يطلق لهم تجارتهم فأطلقها.
وفاته
توفي بعد حروب الردة في البحرين. حيث قتل وهو في طريق العودة إلى اليمامة. فقد كان لابسًا خميصة الحطم بن ضبيعة و ظن أصحاب الحطم ان ثمامة هو من قتله، ولم يكن ثمامة هو من قتل الحطم بل اشتراها ممن غنمها في الحرب، فقتلوه انتقامًا للحطم.