حذر منتجو الطاقة النظيفة الألمانية من أن اقتراحا حكوميا للاستحواذ على أرباح غير متوقعة من شركات الطاقة، ربما يعرقل مزيدا من الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة.
وتناولت شركات عملاقة في الطاقة، بما في ذلك شركتا "آر.دبليو.إي. إيه جي" و"إي.إن.بي.دبليو إنرجي بادن-فورتمبيرج إيه جي- وهما شركتان رئيستان لإنتاج الطاقة من الرياح، الخطة، جنبا إلى جنب مع تقارير بشأن الأرباح هذا الأسبوع، حسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس.
وحذر توماس كوسترر، المدير المالي لشركة "إي.إن.بي.دبليو" من أن "الأرباح التي تم فقدها بهذه الطريقة، غير متاحة بشكل أساسي، للاستثمار في البنية التحتية للطاقة".
وتدرس ألمانيا الاستحواذ على 90 في المائة من الأرباح، التي حققتها شركات الطاقة، التي تبيع في سوق التسليم الفوري، من أجل دعم فواتير الكهرباء للمستهلكين، التي ارتفعت وسط أسوأ أزمة طاقة في أوروبا، منذ عقود من الزمن.
ومثل هذه الرسوم غير المتوقعة مثيرة للجدل، حيث إنها تضر بشكل غير متناسب بأصول الكربون المنخفضة، مثل مزارع الرياح والطاقة الشمسية، التي يمكن أن تنتج بثمن رخيص نسبيا، لكن تستفيد من ارتفاع أسعار السوق، التي تحددها التكلفة العالية لتوليد الطاقة بالغاز الطبيعي.
يأتي ذلك في وقت أقر فيه البرلمان الألماني "بوندستاج" حزمة مساعدات طارئة تقدر بمليارات اليورو لمستهلكي الغاز والتدفئة المركزية.
وهذه هي الخطوة الأولى في خطة للحد من تأثيرات ارتفاع أسعار الغاز على المستهلكين. وستدخل الخطوة التالية - وهي تحديد سقف لسعر الغاز - حيز التنفيذ بدءا من آذار (مارس) المقبل على أقصى تقدير.
ومن المتوقع أن يعطي مجلس الولايات "بوندسرات" الضوء الأخضر للمساعدات الطارئة في جلسة طارئة الإثنين المقبل.
ويهدف مشروع القانون إلى مساعدة الأسر وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في مواجهة ارتفاع أسعار الغاز.
وانتقد السياسي في الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض، مارك هيلفريش، التعقيد البالغ في حزمة المساعدات، مشيرا إلى أنه لا ينبغي أن تكون هناك "فجوة شتوية" في الدعم، موضحا أن سقف أسعار الغاز يجب أن يتم تطبيقه بأثر رجعي من بداية العام وليس بدءا من مارس المقبل.
إلى ذلك، تسعى شركة يونيبر الألمانية للعثور على مشترين لمصفاة نفط في الإمارات، فيما تريد الشركة وقف امتداد خسارة بقيمة 40 مليار يورو "39.3 مليار دولار" الناتجة عن الاضطرار لشراء الغاز للتعويض عن الإمدادات الروسية المفقودة.
وقالت مصادر مطلعة طلبت عدم ذكر هويتها، نظرا لسرية المناقشة إن عديدا من الأطراف أعربت عن اهتمامها بالشراء، ومن بينها مجموعة فيتول ويمكن الموافقة على البيع أوائل العام المقبل.
وتنتج يونيبر وقود الشحن في المصفاة التي تبلغ قدرتها 80 ألف برميل في اليوم وتقع في ميناء الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة.
جدير بالذكر أن يونيبر هي بين شركات الطاقة الأكثر تضررا من قطع إمدادات الغاز الروسية، وهو ما تطلب حزمة إنقاذ ضخمة من الحكومة الألمانية التي ستؤدي إلى تأميمها بحلول نهاية العام الجاري. الاقتصادية..