الشيخ أيمن البدادوة يتحدث للمؤرخ عمر العرموطي إذا سافرت أشعر بالحنين لعمان ... ولا تكتمل سعادتي إلا بعد أن اعود لها .....عمان هي المربى والمربي غالي ..."عمان في القلب "
الجميلة كان لا بد لنـا مـن الالتقاء بأهل عمـان الذيـن ولـدوا وعاشـوا وتربـوا
فيهـا...
لأن تاريخ عمان ناصع البياض....تاریخ مشرف وجميـل حيـث نستنشق عبق التاريخ مـن رجـالات عمـان الذيـن أحبوهـا وعاشوا فيهـا بذكرياتهـم الجميلـة التـي عندما يتذكرونـهـا يشعرون بسعادة كبيرة لأنهـا تعيدهـم إلـى أيـام الزمن الجميـل.
الشيخ أيمـن البـدادوة أحـب الـعـلـم وهـو فـي سـلم الأولويـات الـهـدف
الرئيسي بالنسبة لـه ويـقـوم بالتحضير لنيل درجة الدكتوراة في القانـون مـن
جمهورية مصر العربيـة.
وهو محب وعاشق للعاصمة عمان... التقينا بالشيخ العماني الأصيل أيمـن البـدادوة (أبو عدي) في مكتبه العامـر الـذي يــج دائمـاً بالأصدقاء والمخبيـن وصـور لنـا بعدسـتة عمـان أيـام زمـان مـن خـلال ذكرياته ومشـاهداته ومـا سـمعـة مـن كبار السن الذيـن عاصروا تاريخ عمـان المجيـد فـقـال: س١) الإسم ج١) أيمن عودة محمد البدادوة. س۲) مكان وتاريخ الولادة ج۲) عمان ١٩٦٩/۲/۲۰ س٣) السيرة الذاتية: ج۳) درست المرحلة الإبتدائيـة فـي مـدارس الـروم الكاثوليـك فـي جـبـل عمـان علمـاً بـأن جزءاً من مصاريف وتكلفة هذه المدارس كانت تقع على مستر جاردنر/ والـد سـمو الأميرة منى الحسين/ والـدة جلالة الملك عبـد الله الثانـي كـون والدي رحمه الله كان يعمل معه لأن والدي كان في الجيش العربي لغايـة ١٩٥١م ولـم يكـمـل الخدمة العسكرية حيث انتقل للعمـل مـع مستر جاردنـر فـي مؤسسـة مياه الشرب التي كان جاردنر مديرهـا عنـد بدايـة تأسيسها... وأنـذاك لـم يـكـن هنـاك خدمـة نقـل للميـاه بـل كان النـاس بـعمـان ينقلـون المياه على دوابهـم.. وكمـا سمعت من المرحوم والـدي فقد كان للمستر جاردنر بصمة واضحة على عمـان لأنـه قـام بتمديد (المواسير) من خطوط أنابيب المياه الرئيسية إلى مختلف أحياء عمان، وكان صديقا حميمـاً لـوالـدي بـل أن العلاقة بينهما كانت حميمـة جـداً والدليـل علـى ذلـك بـأن المرحوم والـدي كان يدخـل إلـى غرفة نوم جلالة سيدنا رحمه الله جلالة الملك الحسين بـن طـلال وأول مـن شاهد السلاح الأوتوماتيكي في غرفة جلالته طيب الله ثراه. ... وفيمـا بـعـد تـم إرسـال والـدي مـن قبـل الحكومـة الأردنيـة فـي بعثـة حكوميـة إلـى إيـران مـن أجـل شـراء صهاريج المياه وأتذكر إسمها MAN (مـان) وكان العـدد لا يتجاوز الـ (٢٠ إلى ٣٠) تنـك للمياه حسـب مـا رواه والـدي. ... ثـم أصبـح والـدي فيمـا بعـد رئيـس قـسـم الصهاريج التـي كان يتـم توزيعهـا علـى أحيـاء عمـان أنـذاك. وكمـا ذكـرت سـابقاً فقـد درسـت مـن الصـف الأول إبتدائـي إلـى الصـف الأول إعـدادي في مدرسـة الـروم الكاثوليـك التـي تقـع فـي منطقـة الـدوار الأول في جبل عمـان.... أتذكر بأننـا كنـا نقطـع سـيـل عمـان ونصعـد الـدرج باتجـاه حي المصاروة في جبل عمـان مشياً على الأقدام إلى أن نصـل إلـى الـدوار الأول ثـم نـعـود ثانيـة بالعكـس مـن نفـس الطريق. ... وفيمـا بـعـد إشـتركنا فـي باص المدرسة.. وأتذكـر الحـاجـة أم ممدوح كانت تقوم بإعطائنا خبز الشراك صباحاً كـون منزلهم كان يقع على رأس الشارع... والحاجـة أم ممدوح زوجـة يوسف المرزوق العبادي التي كانت تخبز علـى الصـاج... وفـي صبـاح كل يـوم كان سائق الباص والمعلمات يطلبون منهـا خـبـز شـراك ساخن وكانت رحمها الله تعطيهـم أرغفـة خبـز الشـراك مجانـاً حيـث كان منزلهـا علـى رأس الشـارع العـام دون مقابـل... وأتذكـر مـن زمـلاء الدراسـة فـي مدرسة الروم الكاثوليك الزملاء المهندس صالح عبد الحليـم العـواد المناصير وصلاح عبـد الحـليـم العـواد المناصير علمـاً بـأن والدهـم المحترم عمـل محـافظـا لمـادبـا فـي فـتـرة سابقة. ... ثم انتقلت إلى المدرسة العباسية برأس العيـن... ومـن زمـلاء الدراسة بهذه المدرسة وائل الدبوبي ومحمد الدبوبي وصديـق لي (نضال الدرزي)... وأتذكـر أستاذ الرياضيـات الأسـتاذ راجـح... وقد درسـت لـمـدة سنتين فـي المدرسة العباسية. ... ثم انتقلنـا إلـى القويسمة حيث سكنا في جبل الحديد لذلك انتقلت إلى مدرسة القويسمة الثانوية وحصلت على شهادة التوجيهي (الثانوية العامة) فـي سـنة ١٩٨٦م بتقديـر جيـد جـداً وأتذكـر مـديـر هـذه المدرسة الأستاذ محمود الشلالفة... ومـن الأساتذة الأستاذ حسـني جبرائيـل مـدرس اللغـة العربيـة والأستاذ زهدي بنـهـان مـدرس التاريخ العربي. ... ومـن زمـلاء الدراسـة أتذكـر أمـجـد القـهيـوي الذي أصبـح سـفيراً فـي وزارة الخارجيـة وطـلال الدبوبي / مديـر جمرك عمان الآن... والدكتور أسامة صدقي مدرس في الجامعة الأردنية حالياً .
وبعد تخرجي من المدرسة وحصولي على شهادة التوجيهي بتقدير جيد جدا التحقت بقوات البادية الملكية سنه 1987 وكان قائدها آنذاك الشريف فواز زبن عبدالله ..
وتقاعـدت فـي نهـايـة عـام ٢٠٠٠م بعـد ابتعاثي عاميـن بعـد إصابتـي أثنـاء الخدمـة فـي قـوات حفظ السلام الدولية التي كان قائدها آنذاك الفريق الركن غـازي باشا الطيـب حـيـث تـم تـكـريـمـي مـن عطوفـة العيـن الفريق عبد الرحمن باشـا العـدوان مدير الأمـن الـعـام آنذاك وقـد تـم منـحـي عـدة أوسمة، وكذلك حصلـت علـى عـدة كـتـب شـكـر مـن عطوفة الفريق الركـن غـازي باشـا الطيـب ومـن العميـد محمـود صالح المحارمـة قائد الكتيبـة الثالثة، وكذلـك كتـاب شـكـر مـن مديريـة الأمـن الـعـام تـم تلاوتـه علـى كـافـة مرتبـات الأمـن العـام بخصوص الإشادة بـي. ... ومـن رفـاق السلاح فـي قـوات الباديـة الملكيـة أتذكر المرحوم الرائـد موسى العبـادي والعميـد طـلال السعدون والمرحـوم خـالـد نـاصـر البداريـن والمرحـوم المقـدم صالـح منصـور الزبـن وعصـام نـايـل المجـالـي ومفلـح سليم الخضير/ رئيس بلديـة الموقـر الحالي، ومحمـد عميـش السميران / رئيس بلديـة ديـر الكـهـف وكذلك أخـي مـامـون بـيـك الـذي لا يزال بالخدمـة وملحـق بمستشارية العشائر والمرحوم العميـد محمـد الجريري... وكثيـر مـن الزملاء الأفاضل الذين أحترمهـم ولا مجـال لأن أتذكرهـم جميعاً... فأرجـو أن تعذروني. ... ومـن زمـلاء ورفـاق السلاح فـي قـوات حفظ السـلام الدوليـة أتذكـر العميـد طـارق الحباشنة (نائب مدير الأمـن الـعـام حالياً) والمرحوم مشهور البطاينـة والمقـدم أحمـد العــوم، ولؤي القصـار مـن مـادبـا... وغيرهم. ... أذكر أثنـاء خدمتـي فـي قـوات حفظ السلام الدوليـة فـي يوغسلافيا بأننا كنـا فـي مدينـة إسـمـهـا ميـداك والتـي تقـع بالقـرب مـن مدينـة بليـت الواقعـة علـى البحـر الإدرياتيكـي فـي يوغسلافيا والتـي كـانـت تابعـة آنذاك للحكـم الصربـي... وقد تفاجأنـا فـي صبـاح أحـد الأيـام فـي مطلـع عـام ۱۹۹۳م بورود بلاغ وتعليمات بضرورة التحرك لتلك القرية حيث فوجئنا بوجـود الجثث التي كانت ملقاة بالشوارع من الأطفال والنساء وكبار السن حتـى أن البيوت والدواب لـم تسلم فقـد شـن عليهم الكروات غارة علما بان هذه المنطقة المدمرة تابعة للصرب وقد دمرها الكروات وحـدث مـا حـدث... ... كانت وظيفتنـا مراقبين دوليين وضبـاط تحقيق حيث كانت وظيفتنـا بان نقوم بالتحقيـق ونتعاون مع المنظمات لأجـل سـحب الجثث ومعاينتها مـن قبـل المختصيـن وبـأن نقوم بكتابة التقارير من أجل رفعهـا لقيـادة الأمم المتحدة. لذلك كتبنا التقارير اللأزمة وقامت الجهات المختصة بنقل الجثث ومعاينتها وبيـان مـكان الإصابات... لقد حصـدوا المنطقة ودمروهـا وحـتـى الـدواب قتلوها وهدمـوا البيـوت ولـم يـبـق أحيـاء بالمنطقة. ولقد أصبـت بـحـادث سير بسبب اقتراب نيران القصـف مـن جهـة السائق حيث كان هناك قصـف فـي منطقـة أخـرى وتم إبلاغنـا مـن القيـادة بمـا حـدث لذلـك سـرنا بسيارتنا بسرعة مما أدى إلى فقدان السيطرة وانزلاق السيارة بجانب الطريق وقد تعرضت لإصابـة فـي هـذا الحادث. ... وقـد تـم تدوين تقرير بهذا الحادث (رضـوض في أماكن مختلفـة مـن جسمي)... وثقلـت فـوراً إلـى المـاش الأمريكي (مستشفى ميدان متنقل) في العاصمة اليوغسلافية زغرب وأجريـت لـي الإسعافات الضرورية وبقيـت في هذا المستشفى لمدة ثلاثـة أيـام... وغدت ثانيـة لإكمال مهمتـي بـالقـوات الدوليـة
كانت وظيفتنـا كمراقبين دوليين وأثناء وجودنا بيوغسلافيا كنت أتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة قـراءة وكتابـة كمـا أنــي التحقـت بـدورة لغـة يوغسلافية على نفقة جهاز الأمـن العـام وكانت هذه الدورة بالأردن حيث قويت لغتـي وأرسلت للإقامة عنـد عائلة يوغسلافية فأصبحت أتحدث اللغة اليوغسلافية بطلاقة... وأذكـر بـأن الفريـق الـركـن غـازي باشا الطيـب طلبنـي للعمل مترجمـاً لـه للغـة اليوغوسلافية إلا أن مـدة تعاقدي مع الأمم المتحـدة كانـت قـد شـارفت على الإنتهـاء فـعـدت إلـى عـمـان...
انتظرونا في الحلقة القادمة من موسوعه عمان أيام زمان عن الفريق الركن المرحوم محمد الحويان ...