جاءت لفظة التسوّل في اللغة العربية من السؤال الذي هو بمعنى الاستخبار والاستقصاء، أمّا اصطلاحاً فيشير مفهوم التسول إلى تلك الظاهرة الاجتماعيّة المتمثّلة بطلب المال من الآخرين في الأماكن العامة، كالطرقات وغيرها دون استحقاقه، وذلك باستثارة عواطف الشفقة والعطف فيهم، والتسول فعل مشين ينافي القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية السائدة في المجتمع، ولا تقتصر هذه الظاهرة على مجتمع دون الآخر فهي مشكلة عالمية تعاني منها الدول الفقيرة والمرفّهة على حدّ سواء.
أسباب تفشي ظاهرة التسول
تقف وراء انتشار ظاهرة التسوّل مجموعة من الأسباب، منها ما يلي:
تردّي الوضع الاقتصاديّ: تفرض الأوضاع السياسيّة الصعبة، كالحروب والهجمات الإرهابية على المواطنين اللجوء إلى التسول كوسيلة بديلة عن العمل، لكسب قوت يومهم.
التفكّك الأسريّ: نسبة كبيرة من الأطفال المتسوّلين كان التفكك الأسريّ هو الدافع الرئيسيّ وراء تشرّدهم واضطرارهم لامتهان هذا العمل.
غياب الرادع النفسيّ: لا يجد كثير من المتسولين في فعلهم ما يدعو إلى الحرج، وذلك لغياب الوازع الدينيّ، والرادع النفسيّ.
الإدمان وتعاطي المخدرات: يدفع الإدمان على المخدرات أو غيرها من المسكرات بصاحبه إلى فعل أيّ شيء للحصول على المال.
احتراف التسول كمهنة: هناك الكثير من العائلات من تتّخذ من التسوّل مهنة تحترفها، فتستغلّ أفرادها خاصة ذوي الإعاقات منهم، لاستجداء عطف الناس وشفقتهم.
أثار ظاهرة التسول
تخلف ظاهرة التسول العديد من الآثار السلبيّة على المستويين النفسيّ والمجتمعيّ، من أبرز هذه الآثار ما يلي:
الذل والهوان: التسوّل فعل مشين فيه من الذل والهوان الشيء الكثير، وقد شرع الله العمل ليصون كرامة الإنسان وعزّته.
الاستغلال الجنسيّ والماديّ: يتعرّض المتسولين خاصة الأطفال والفتيات إلى أشكال خطيرة من الاستغلال، كالاغتصاب، والسرقة، وما إلى ذلك.
تفشي ظاهرة التسرّب من المدارس: تكمن خطورة ظاهرة التسول بعزوف الأطفال عن التعليم، وتدنّي مستوى تحصيلهم العلميّ إن رافق التعليم.
هدر المال: الأولى أن توضع الأموال في مشاريع إنتاجيّة وتنموية تحسّن الوضع الاقتصاديّ للأسر الفقيرة والمحتاجة، عوضاً عن إضاعتها في أيدي المتسولين.