نيروز الإخبارية : بقلم د.محمد طالب عبيدات.
ينتشر مبدأ المذهب الميكافيلي بين كثير من الناس هذه الأيام كإنتشار النار بالهشيم، حيث الغاية تبرر الوسيلة في خضم السباق مع الزمن تاريخياً بين السلطة والمال ولغة المصالح والمكاسب والمنافع، إذ تطغى الرأسمالية على كل شيء، كما أن كثيرين عندهم المهم الوصول للنتيجة مهما كلّف الثمن، فالغاية تبرر الوسيلة:
1. الأصل في أن يضبط إيقاع غايات الإنسان بالحياة ما أذنه الله تعالى في الشريعة للعباد وليس ما يبغاه الإنسان أنّى كان!
2. بتنا مع الأسف نلحظ عند الكثير بعض الأفكار الميكافيلية على الأرض ومنها: من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك، لا يجدي أن يكون الإنسان شريفاً دائماً، حبي لنفسي دون حبي لبلادي! وغيرها مع الأسف!
3. خطورة المذهب الميكافيلي أن الناس تصبح مادية وتترك المبادئ والقيم والأخلاقيات وتنتفي عنها الصفات الإيجابية والمواطنة والوطنية وغيرها، والسبب أحياناً وضع النماذج غير المخلصة والوصولية في المواقع العامة مما يجعل رداً عكسياً لدى المخلصين والشرفاء!
4. نتائج المذهب الميكافيلي خطيرة جداً على كل شيء وتؤول لوضع الأشخاص غير المناسبين في الأماكن غير المناسبة، مما يؤدي للخراب ووقف الإنتاجية وإحباط عند الشرفاء الذين يمتلكون روحية العطاء والهمّة.
5. المتسلقون وأصحاب الأجندات وعازفو الأوتار هم دعاة المذهب الميكافيلي، ولهذا نتيجته تكون أن يتربّع على مواقع صنع القرار أناس فارغون من المضمون وليس لديهم شيء ليقدّموه للوطن.
6. لغة المصالح والأنا والأنانية والشخصنة وغيرها هي العدو الأول للوطن والمجتمع، والأصل تغليب المصالح العامة على الخاصة.
7. المطلوب وقف الإنتهازيين والميكافيليين عند حدّهم والتنبّه لهم، قبل أن يستشروا في مجتمعنا الطيّب وقبل أن تستفخل الأمور! فقلبي على وطني!
8. مطلوب التركيز على الكفاءة والإنتاجية والإنجاز والإنتماء للأشخاص لتكون معايير راسخة لإختيار الرجل المناسب في المكان المناسب، وليس معايير الواسطة والمحسوبية والمحاصصة والمناطقية.
بصراحة: الممارسات على الأرض تبرر لكثيرين على أن يسود المذهب الميكافيلي لديهم، وهذا بالطبع مرفوض البتّة لأن الأصل تطبيق منظومة القيم والمبادئ وأن يكون لكل مجتهد نصيب لا أن تستشري مبادئ الغاية تبرر الوسيلة دون الإلتفات لمصالح الوطن الأشم!.