هل غاب العام بكل صدقه ليطل علينا إبريل بكذباته السمجة؟
يطل علينا إبريل كسعدان سعيد،يعلو فوق همومنا،وأحلامنا، وواقعنا الخالي من الصدق .فقد صار واقعاً خالِ الدسم .
في كل عام أقرر أن أنسى هذا التاريخ،الأول من إبريل يوم الكذب، وكأنه يوم راحة من صدقٍ اعتدناه طوال العام.
لكن الحقيقة الوحيدة الملموسة،هي احتفالنا بالكذب نكذب على أنفسنا، وعلى غيرنا بالنفاق، وتزييف الواقع، نكذب بتجميل أنفسنا، بالماديات،ومسميات، كثيرة لا يُطلق عليها سوى كذب.
إن من المثير للتهكم، هو أن هذا العيد المزعوم كان يطلق على من يحتفل به أحمق نيسان، فلم يعد له اعتبار، أو وجود إلا منا نحن من نمجِّد الصغير، نحن من يرفع الأحمق، ونحن من يضع المشاهير السفهاء.
لماذا نتمسك بالرخيص؟ لما لم نعد نميز بين الغَث والسمين؟ أين غابت تلك القيم التي صارت تاريخًا بلا حاضر؟
إن ما نذكره اليوم من هذا التاريخ هو أننا نكذب كما اعتدنا بل ونحتفل بهذا المبجَّل بيوم لا يطلق عليه إلا كذبة.
هل مجّدنا يوم الأرض منذ يومين؟ بالطبع لا. فقد مر مرور الكرام وبقيت الأرض مغتصبة من ضباع شاردة ليس لهم سوى كسر الهمم وتزييف تاريخ جعل منهم أصحاب أرض .نيسان شهر الربيع، شهر البدايات،ولم يكن سوى شهرًا للكذب .
دعونا نرفع رؤوسنا من الرمال ، باتت أخلاقنا في خطر، واقعنا وبيوتنا في خطر. صرنا في مجتمع يمجَّد فيه السفيه ، ويُحطّ من قيمة العالم .