كماشة المقاومة التي أرعبت "إسرائيل" وهجمة صاروخية كثيفة من نوع كتيوشا وغراد انطلقت من جنوب لبنان "جنوب صور"باتجاه الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة من أقصى الحدود الغربية حتى منطقة الوسط، وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن القبة الحديدية تصدت لعدد منها..
وبحسب هيئة البث الإسرائيلي، فقد سجلت إصابة مستوطنيْن اثنين في القصف الصاروخي -على ذمتها- من جنوب لبنان.. لكنها تجاهلت الحديث عن المردود المعنوي السيء على الإسرائيليين إزاء هذا الهجوم المفاجئ حيث دعت بعض بلديات الشمال مثل صفد وكريات شمونة إلى فتح الملاجئ للإسرائيليين خشية التصعيد بين الطرفين.
وأعلن الجيش االإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوت في عدة مواقع بالشمال، كما فعّلت "إسرائيل” حالة الإنذار في مستوطنات إضافية بالجليل الغربي.
كما وقع قصف مدفعي إسرائيلي على مواقع إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان استهدف جنوب صيدا (القليقلة) وفق المصادر الإسرائيلية واللبنانية.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الهجمات الصاروخية تسببت بإصابتين. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي دفع بمقاتلاته إلى الحدود مع لبنان (حيث اغلق المجال الجوي وفق الحرة) ويبدو أن ذلك يأتي في إطار الاستعراض المعنوي حيث أن قرار الرد الإسرائيلي قد أرجئ حتى تكتمل إجراءاته. ويجمع الإسرائيليون على أن هذا التصعيد في الشمال هو الأسوأ منذ حرب تموز 2006.
ودعا نتياهو لاجتماع المجلس الوزاري المصغر بشؤون السياسة والأمن حيث تم إرجاء الرد الواسع على الهجوم لدراسة تداعياته سوى ما جاء منها مدفعياً ضد مصادر الإطلاق في الجنوب اللبناني.. ويجتمع اليوم وزير الدفاع الإسرائيلي مع الشاباك لدراسة الوضع واتخاذ ما يلزم بشأنه مع مراعاة عدم التصعيد في ظل الظروف التي يعانيها الاحتلال من مواجهات بين حكومة اليمين والعلمانيين.. وخشية التورط في حرب مفتوحة تشترك فيها الفصائل الفلسطينية جنوب لبنان وغزة والضفة الغربية في وحدة للمقاومة الفلسطينية التي تخشاها "إسرائيل" وحتى لا يجر حزب الله للتعامل مع هذه التطورات ميدانياً.
وترجح القيادة العسكرية الإسرائيلية مسؤولية التنظيمات الفلسطينية عن هذا الهجوم غير المسبوق منذ حرب تموز 2006 وذلك بالتنسيق مع حزب الله على خلفية الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والهجوم الإسرائيلي المتكرر في الأراضي السورية ضد حزب الله.
وياتي هذا الاتهام عقب إدانة حزب الله للاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى حيث أبدى في بيان له اليوم الخميس "تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة”، حيث أكد "وقوفه الى جانبهم في كل الخطوات التي يتخذونها لحماية المصلين في المسجد الاقصى وردع العدو عن مواصلة اعتداءاته”.. طبعاً في إطار وحدة الساحات التي تعتبر جزءاً من استراتيجية الحرب القادمة.. بحيث لا يخفى على أحد بأن الهجوم الصاروخي ما كان له ان يتم بدون ضوء أخضر من حزب الله.
فهل يستغل نتنياهو التداعيات للقيام برد كبير حتى يُصَدِّرْ الأزمات الداخلية التي تحيق به إلى الخارج!
لكن في هذه الحالة عليه أن يضع في الاعتبار بأن رد المقاومة الشامل سيكون مزلزلاً وفوق قدرة هذا الكيان الهش على تحمل التبعات.
إن هيبة الاحتلال الاٌسرائيلي الذي يعاني من الأزمات الداخلية على محك الاختبار وأن المقاومة نجحت كما يبدو في إطباق كماشتها بدءاً من غزة إلى جنوب لبنان على الاحتلال الإسرائيلي في إطار استراتيجية مفاجئة تقوم على وحدة الساحات.. فالتعبئة ضد هذا الكيان متصاعدة.