في السادس عشر من نيسان كل عام ، تحتفل مملكتنا بيوم رايتها الوطني، والذي رفع قبل مئة عام ليصدح صوته عاليا يسمو بالوطنية، ويمتزج بالفخر والنصر مختلطا ببياض صنيعة وفأل ، وسواد وقائع عظيمة ما استكانت ،وخضر تلال وسهول ما هانت، واحمرار عزيمة وبأس قانٍ؛ يزيد تلك الراية جمالا وبهاء وقدسية كوكب سباعي ورمزية سبعه المثاني التي بدأ بها الله كتابه .
ونحن نجدد البيعة اليوم تزامنا مع كل مناسبات الوطن ونهضته ونشد الوثاق والعهد كلما رفع عاليا وساميا وقد أنجبته ثورة عربية كريمة استثارت عزة ومجدا ويكون شاهدا للمؤتمر الوطني عام 1928 وأول من يعترف ويحضر استقلال مملكتنا الأبية ليمتد مدثرا جثث شهداء الوطن في الكرامة وعلى ثرى بلاد المقدس.
واليوم يبقى العلم الأردني سنديانة واقفة لم ينكسر تحمله وتطوقه أيد نقية طاهرة سطرت انتصاراتها وزملت جثامين جنودها وشبابها وجادت بأعظم أرواحها يحملونه في متاعها وأينما رحلوا وفي قلوبهم وكأنه البوصلة والقبلة التي تؤشر للوطن ، ليلتف حول أعناقهم في أفراحهم وتزدان به جباه صغارهم . يقبلونه كلما قدموا شهيدا للوطن وكأنه الأرض والتراب والوطن والهوية لا يخلو بيت أردني منه ولا طفلا إلا عرفه وحفظه وكأنه كنيته واسمه الذي يحب .
وأخيرا تبقى مدارسنا أول معلم للوطنية والانتماء ،وينتمي بنا كل شعور للوطن منها ولأول صفوفها وأول مشهد رفع فيه العلم ، وتظل الذكريات ملتصقة وعالقة تتسابق مع حلم كل طالب رفع العلم وهيبته وجلاله وكأنه امتلك قدسية أمانة الوطن .