"العطفة” هي المرأة المميزة في القبيلة من حيث الذكاء وطلاقة اللسان، عند البدو والقبائل العربية، يعدّ لها قتب في الهودج يقال له "العطفة” يزين بمختلف أنواع الزينة، فتتجمل وتكشف رأسها ثم تخرج على رأس رجال قبيلتها في هودجها للغزو فتحثهم في ساحة القتال وتشحذ همتهم بترديدها أغان تمجد رجال القبيلة وفرسانها واستبسالهم في الحروب.
شروط اختيار العطفة
ومن شروطها:
أن تكون الفتاة عذراء
وأن يكون والدها من وجهاء أو شيوخ العشيرة
الذكاء
طلاقة اللسان
ويستخدم العرب "العطفة” أثناء خوضهم الحروب مع خصومهم في البادية، تلبس هذه الفتاه ملابس جميلة وتضع على صدرها حليها من الذهب والفضة وتركب على جمل وعليه هودج مكشوف، وتتقدم جموع المحاربين من قبيلتها، ويتجمع الفرسان حولها لحمايتها ومنعها من الوقوع بالأسر من قبل الأعداء، وترفع الزغاريد وتنادي بصوتها وذلك لإثارة الحماس في نفوس رجال قبيلتها أثناء المواجهة مع الخصم.
كما تقوم "العطفة” بغناء الأغاني الحماسية والتي تزيد من شدة القتال والحماس عند أفراد قبيلتها، وذلك بهدف الدفاع المستميت عن شرفهم حتى الموت ومنع وقوعها في الأسر من قبل الطرف الأخر.
أسر العطفة
إذا هُزم قومها أو أسرتها القبيلة المنتصرة، تنكسر قبيلتها وتجبر على الانصياع لخصمها، والتنازل عن تفوقها وسيطرتها لهم ولا ترد العطفة، ومن تقاليد البادية، لا يحق للقبيلة المغلوبة حيازة عطفة أخرى.
فيأمرون أحد نسائهم بتجريد العطفة من حليها ويخلون سبيلها لتلحق بقبيلتها، وبعض القبائل الأخرى بقوم الفارس الذي أسرها بالزواج بها أو يفديها أهلها بالمال، ولكن في الغالب يخلى سبيلها لتلحق بقبيلتها.
هودج العطفة
إن لم يتم التفاوض عليها ستبقى في الأسر، وتعد "العطفة” المحور والمحرك الأساسي للمعركة، من الناحية العسكرية، فالطرفين يجتمعان حولها، أبناء قومها يدافعون عنها بشراسة خوفاً من أسرها والأعداء يتربصون بها.
في بعض القبائل يقوم الفارس الذي أسرها بالزواج بها أو قد يتزوجها عكيد الحرب أو شيخها، أو يفديها أهلها بالمال، أحياناً تقتل فتاة العطفة إما بسبب طلق ناري طائش أو رأس رمح كان يضرب أحد أبناء عشيرتها، أو في أحيان نادرة قد يعمد أحد أفراد العشيرة المعادية إلى قتلها ليضمن فتور همة الرجال حول العطفة، وبذلك يتمكن العدو منهم.
والجدير بالذكر، تعتبر "العطفة” أحدى عادات القبائل العربية في الحروب، وقد يكون في السابق لكل قبيلة عطفة أو لبعض القبائل دون بعض، وبغض النظر عن ذلك فإن معظم القبائل فقدت هذه الفتاة ولم تحافظ على عطفتها وملكتها إلى اليوم، ولم يعد لها وجود وأخر أيامها كان زمن الاحتلال العثماني، وذلك لاندثار الحروب بين القبائل، ومن أشهر القبائل العربية التي اعتبرت العطفة شيء مقدس لديها هي قبيلة "الرولة” العربية، ولازالوا يحافظون على مركبها إلى يومنا هذا.