لقد أصبح صوتنا وصوت الكثير من قادة الجيش والشرطة الحاليين والسابقين، والكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي وغيرهم من الوطنيين في الوطن العربي الذين يحملون على أكتافهم هموم ومشاكل المنطقة العربية بأكملها، غير مسموع لدى ّ أصحاب القرار ومن إعتلىّ السلطة في المنطقة فقد غلبت شهوة السلطة على الإغلبية منهم وبادرنا لأكثر من عقد من الزمان بالنُصح المخلص بأن المنطقة العربية تتعرض للخطر، ويوجد مخطط خبيث لتدميرها من قبل إستخبارات بعض الدول وكلما دعونا بهذا "جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ" عن سماع الحقيقة، "وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا إستكباراً"، لأنهم لايريدون أن تتحطم أوهامهم بأنهم مخلدون، فضلاًعن؛ يقينهم بأنهم في أمان وسلام من المحاسبة أو العقاب حتى وإن إدمرت المنطقة بأكملها.
وقال "نبيل أبوالياسين" الكاتب الحقوقي والباحث في الشأني العربي والدولي، في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «الثلاثاء» لوكالة نيروز الإخبارية، إني أُحذر بشدة من مَغَبَّةِ الصراع في السودان فقد يمكن أن يتدهور إلى واحدة من أسوأ الحروب الأهلية في العالم إذا لم يتم وقفها مبكراً، وتغليب المصلحة الوطن على المصالح الشخصية «ضيقة الأفق وقصيرة النظر»، فضلاًعن؛ أن هذا الصراع قد يتحول إلى أزمة أسوء وأكبر من أزمة اليمن وسوريا فقد قُتل حتى الآن أكثر من "528”شخص وأصابة ”4600”، وأصبح الوضع الحالي في السودان غير مسبوق.
وأضاف"أبوالياسين" أن إنهيار السودان بات وشيكاً، ويتحمل مسئوليتها من قامو بتلميع «حميدتي والبرهان» وينتظرون الإن بعد تخطيط مسبق إنهيار البلاد بشكل كامل، رغم أنهم شركاء حرب مع"عمر البشير" الرئيس السابق، بتهم إرتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور غرب البلاد بين "2003 و2008"، وفق قرار المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرتةُ عامي "2009 ، 2010"، وطرحنا سؤالاً؛ حينها وطرح نفس السؤال؛ قوى سودانية وناشطون آخرين عبر منصات التواصل الإجتماعي، وصحف محلية وإقليمية لماذا يجري تسليم "البشير" بمفردهُ للجنائية الدولية دون تسليم رئيس مجلس السيادة الحالي "عبدالفتاح البرهان"، ونائبه "محمد حمدان دقلو حميدتي"، وهما أبرز شركاء حرب دارفور؟.
مضيفاً؛ وأن ذلك الجدل واسع النطاق آنذاك؛ ذهب حد التكهن بعقد صفقة مع الغرب لإعفاء "حميدتي، البرهان" من المحاكمة لدورهما في إتفاقية التطبيع مع إسرائيل في أكتوبر من عام "2020"، وزادت الشكوك بترحيب الخارجية الأمريكية، في أغسطس من عام"2021" بقرار السودان تسليم الرئيس السابق "عمر البشير"، للمحكمة الجنائية الدولية، وزاد تأكيداً: لهذه الشكوك المتحدث بأسمها "نيد برايس" في وقت لاحق حينما قال؛ إنه لو تم ذلك سيكون خطوة كبيرة للسودان في الحرب ضد عقود من الإفلات من العقاب، وعندما توالى الرفض الشعبي في السودان في الداخل والخارج حول هذا التطبيع مع إسرائيل بدأت أمريكا بتلميع"حميدتي" قائد الدعم السريع بشكل ملفت وغير مسبوق!!.
كما أضاف: أن ما يجري في السودان الآن لازال محصوراً هناك لكن غداً قد يمتد إلى جهات وأطراف كثيرة، فالحرائق حينما تندلع لا يعلم أحد ماذا ستحرق، وإلي أين سيبلغ مداها؟، وما تحُرق من أشعلها، وكذلك الحروب حينما تبدأ لا يعرف أحد متى تتوقف، ولا إلى أين يمكن أن يبلغ مداها، والجميع يعلم أن السودان مطمع كبير لأطراف كثيرة، وهذا ما كشفتة الحرب عن الكم الهائل للأجانب الذين كانوا يعيشون فيها ومن كل الجنسيات المختلفة، وهذا ما يؤكد المطامع الدولية في أرض الذهب والخيرات والعمق الإستراتيجي لإفريقيا، والأهم من هذا هو الشعب السوداني الطيب المبتلي بفساد السياسيين وجشع العسكريين، وأنه أصبح لدينا الآن ثلث الدول عربية أصبحوا خارج سياق التاريخ، والجغرافيا دمُرت جزئيا أو كليا، والأخطر من هذا هو تدمير الإنسان والإنسانية بها.
متواصلاً؛ وهي الصومال والعراق وسوريا واليمن و ليبيا، ولبنان و "السودان" مؤخراً والخوف البالغ على البقية؟ لأن معظم الدراسات المستقبلية للمنطقة مخيفة جداً إلا أن يتغمدنا الله بواسع رحمتهُ، وتسمع قادة الدول العربية للأصوات الناصحة الوطنية «وإذا إسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له»، لإنقاذ دولة السودان الشقيقة مبكراً من الإنهيار، وصياغة رؤية عربية مشتركة بشكل عاجل تمنع محاولات العبث بأمن وإستقرار الدول العربية، لانه إذا إنهارت السودان قد تُنذر بنذير شؤم ما ينبئ "بسقوط" أنظمة كثيرة، فضلاًعن؛ أن ثقة الشعوب العربية بأكملها ستهتز بالنسبة لجيوشهم، وقد يجعلوا التناحر بين الجنرالين "حميدتي، والبرهان " الذي دمر البلاد بدلاً من أن يقوموا بحمايتها نموزج عسكري سيئ يحتذىّ به لباقي جيوش المنطقة البواسل.
وأشار"أبوالياسين" إلى أن الصراع في السودان يثير مخاوف واسعة النطاق على المستوىّ العربي والدولي من إندلاع حرب أهلية في "دارفور"
فقد أصبحت على شفا حرب أهلية، وتتعرض الآن إلى نهب وحرق للمنازل مع إستمرار المواجهات بالسودان، والفراغ الأمني التي تشهدة الولاية، وبعد إستمرار التعثّر لوقف إطلاق النار في العاصمة السودانية، أدىّ القتال المستمر منذ إندلاع الصراع على السلطة بين جيش البلاد وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى إشعال أعمال العنف في دارفور، وهي منطقة خرّبها عقدان من صراع الإبادة الجماعية الذي خلّف يقرب إلى 300 ألف قتيل، حيث تسبّب القتال الدائر في حدوث فراغ أمني في "دارفور"، إستغلتهُ الميليشيات والقبائل المسلحة، ما يثير مخاوف مؤكده: من إندلاع صراع واسع النطاق ووحشية، في منطقة واجهت موجة من الهجمات العشوائية ضد المدنيين في السنوات الأخيرة.
مشيراً: إلى إنهيار شبه كامل للنظام الصحي وسط توقف أعداد كبيرة من المستشفيات عن العمل، وفق نقابة أطباء السودان، وقالت"النقابة" إن الكوادر الطبية تصارع من أجل إنقاذ حياة المواطنين في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد، وأضافت؛ أن الحرب العبثية تسببت في شح المعينات والأوكسجين، وعدم قدرة الكوادر الطبية على الحركة بأمان، إضافةً لخروج أعداد كبيرة من المستشفيات عن العمل، إلى جانب قصف سيارات الإسعاف، وختمت النقابة بيانها بشكر ضحايا الكوادر الطبية بسبب الحرب العبثية، ومن قدموا أرواحهم أثناء إضطلاعهم بالواجب الإنساني.
كما أشار"أبوالياسين" إلى أن قوات الدعم السريع تقوم بتحويل المنازل لـ"مقار عسكرية" وفق إتهامات الخارجية السودانية لهم، حيثُ
إتهمت وزارة الخارجية السودانية، قوات "الدعم السريع" بإجبار المواطنين على إخلاء المنازل، وتحويلها إلى مقارات عسكرية، وأعربت الخارجية، في بيان لها عن إدانتها وإستنكارها لما تقوم به القوات المتمردة "الدعم السريع"، من خروقات للهدنة وإنتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان، بإجبارها المواطنين العزل على إخلاء المنازل، ومن ثم نهب الممتلكات، واتخاذ المنازل مقار عسكرية، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية عن الخارجية السودانية.
ورداً على المتحدثة بأسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" رولا أمين"، والتي قالت: في بيان لها نشرتة الصحف العربية والغربية إنهُ لا تعهدات من الغرب بشأن إستقبال لاجئين سودانيين، قال"أبوالياسين" الغرب يتسارعون فقط لإستقبال لاجئين دولهم!، ويكتفون فقط بصنع الخلافات في دولنا والعمل على تأجيجها، لذا؛ يجب على"مفوضية اللاجئين"بالحشد لتقديم المساعدات لدول الجوار للسودان الذين يستقبلون لاجئيها، والذين إلتزموا دون تراجع في إستقبال كافة النازحين من القتال الدائر في السودان ويحسنون إستقبال أبناء الشعب الشقيق.
وحذر"أبوالياسين"من أن الوضع الحالي في السودان ينذر "بـ"كارثة إنسانية،
وأن النظام الصحي في السودان أوشك على الإنهيار بشكل كامل، وأنه لا يمكن حصر أعداد ضحايا الإشتباكات، بسبب إختراق هدنة وفق إطلاق النار، فضلاًعن؛ أن وقت الهدنة يعتبر قصير جداً مع حجم الدمار والضحايا، وفق مفوضية حقوق الإنسان في السودان، لذا؛ يجب على المنظمات الدولية والإقليمية التدخل بشكل جادي وسريع لضمان هدنة طويلة، وإقناع طرفي الإقتتال "المجرمين" قائد الجيش، وقائد قوات الدعم السريع شبة العسكرية بوقف القتال.
محذراً؛ انتشار المواجهات وتحويلها لموجهات "عرقية"
في البلاد في ظل إحتدام الإقتتال بين الجيش، وقوات الدعم السريع، فمع إستمرار الحرب التي لن ينتصر فيها طرف في وقت وجيز، ستنتشر هذه المواجهات "العرقية" في كل البلاد وستفتتها أجزاءً
"Régionalisme "ولن تصبح هنالك دولة بالأساس، على غرار
الأحداث التي شهدتها مدينة "الجنينة" من إشتباكات قبلية أوقعت مئات الضحايا خلال الفترة القليلة الماضية، ولا سيما إستمرار الحرب سيضعف الدور المدني تلقائياً ويتحول لدور مهمش.
"ودعا"أبوالياسين" أطراف الصراع بالإنسحاب الفوري من كافة المرافق الصحية، وموجهاً نداءً عاجلاً إلى جميع قادة الدول العربية، والإسلامية، وجميع منظمات حقوق الإنسان، وحكماء الدول العربية والصحافيين، والإعلاميين، والمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع دول العالم إنتفضوا للشعب السوداني الأبي كما إنتفضوا الغرب للشعب الأوكراني من قبل وحث أطراف الصراع للإنسحاب الغير مشروط من جميع المرافق الصحية فوراً، وعدم إعاقة عملها، وضمان توفير الرعاية الصحية، ووقف فوري لإستهداف البنية التحتية الصحية في البلاد.
متواصلاً؛ والإنسحاب من ما أسماه إحتلال المستشفيات في الخرطوم، والمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية من قبل قوات الدعم السريع، وحماية العاملين الصحيين والبنية التحتية الصحية، تعُد مسؤولية تشاركية، وإلتزام طرفي النزاع بحماية خدمات الرعاية الصحية وعمل مرافق الصحة العامة في جميع حالات النزاع، ويؤكد؛ على أن إختراق هذه الإلتزامات يُعد إنتهاك صراخ لحقوق الإنسان، وجريمة ضد الإنسانية قد ترقىّ لجرائم حرب لاتسقط بالتقادم فضلاًعن؛ أنها تعُد خيانة عظمىّ لشعب أئتمنهم على وطنه وحياتة وحمايتهما.
وختم"أبوالياسين" تصريحة الصحفي حيثُ قال؛ إني أطالب المجتمع المدني الديمقراطي في "السودان "بالضغط بكل قوة لوقف الحرب وتكوين جبهة واسعة تحول توازن القوىّ لمصلحة أجندة السلام والتحول الديمقراطي والجيش الواحد، والوقوف صفاً واحداً ضد الحرب، وأن يكون التوجه مع جيش واحد مهني، وقومي ينأىّ عن السياسة، ويتم الوصول إليه بالإتفاق على خطة شاملة للإصلاح الأمني والعسكري، تتضمن تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في إتفاق "جوبا" للسلام ودمج الدعم السريع في القوات المسلحة.