حكم الوضوء بعد أكل لحم الإبل تعددت آراء الفقهاء في هذا الأمر. ذهب الحنابلة إلى أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، بينما ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمالكية والحنفية إلى أنه لا ينقض الوضوء، وإنما يستحب الوضوء منه.
أحد الأسباب التي ذُكرت للوضوء بعد أكل لحم الإبل هو أن أكله يعطي طاقة شيطانية، ويذكر الحديث النبوي الذي يقول فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "لا تصلوا في مبارك الإبل؛ فإنها من الشياطين"، والماء يطفئ هذه الطاقة. وهناك رؤية ترى أن الوضوء بعد أكل لحم الإبل يدفع عن المؤمن قسوة القلب والشدة.
تعددت آراء العلماء أيضًا في حكم الوضوء عند تناول لحوم الإبل. فمنهم من يرى أنه لا يجب الوضوء بعد تناول لحم الإبل، وذلك لأنه طعام مباح مثل باقي الأطعمة. ومنهم من يرى أنه يجب الوضوء بعد تناول لحم الإبل، سواء كان الشخص عالمًا بهذا الحكم أو جاهلاً به.
أما بالنسبة لشرب لبن ومرق لحم الإبل، فلا ينقض الوضوء بشربهما. ومع ذلك، يستحب الوضوء عند شرب ألبان الإبل، وذلك استحبابًا لما جاء في قصة العرنيين أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرهم بشرب أبوالها وألبانها.
في النهاية، يجب الاحترام للآراء المختلفة في هذه المسألة واتباع الاجتهادات الفقهية المعتمدة في المدارس الفقهية المختلفة. والمسلم يلتزم بأمر الله تعالى حتى وإن لم يعلم الحكمة وراء ذلك الأمر.