من الجيد أن يُولي المرء اهتمامه وجهده لخدمة أفراد مجتمعه وتقديم الرعاية والتعاون مع الآخرين، والتي تعد من أكثر الصفات الإيجابية للطبيعة البشرية. لكن يوضح الخبراء أن هناك خيطا رفيعا فاصلا بين العطاء وإرضاء الآخرين وبين تقديم احتياجات ورغبات الآخرين على المتطلبات الشخصية، موضحين أن إغداق العطاء بشكل مفرط يمكن أن يكون مؤشرا واضحا على حالة تدني الاحترام للذات، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع Hack Spirit.
1. قول نعم باستمرار الموافقة على أي طلبات للآخر باستمرار ولقضاء الكثير من الاحتياجات يمكن أن ينتهي بالمرء إلى الشعور بالإرهاق أو الإجهاد.
2. الحرج من قول لا بالتأكيد، إن رفض طلب لشخص ما لن يكون مريحًا في مواقف معينة. ولكن الموافقة بدون ضرورة ملزمة ستعني أن المرء سينخرط في جميع أنواع الالتزامات غير المريحة التي لا يريد فعلها حقًا. ويمكن أن يقع المرء فريسة سهلة في أيدي من يدركون أنه لا يستطيع قول "لا".
3. اجتذاب "المستغلين والمسيئين" يبدو الأمر كما لو أن الشخص نفسه يجتذب هؤلاء الأشخاص، الذين يسيئون استخدام لطفه، مستغلين هذه الميزة وكأنها نقطة ضعف ويتعمدون الإكثار من الطلبات، بما يجعل العلاقة بهم تمضي مكرسة حول مشاكلهم واحتياجاتهم ورغباتهم.
4. الشعور بالاستياء عندما يقوم الشخص بالعطاء والتعاون مع الآخرين يجب أن يشعر بالرضا. فإذا تبدل الشعور إلى حالة من الاستياء، فإنه مؤشر على أن الآخر يستحوذ على أكثر من الحدود المنطقية والمناسبة. يعد الاستياء علامة على أن هناك حالة عدم توازن بين الأخذ والعطاء.
5. تجنب الصراع الاستسلام والموافقة على استغلال الآخر بسبب الرغبة في تجنب المواجهات والصراعات، تسبب الإزعاج للشخص طول الوقت. فتفضيل التنازل عن القيم والأولويات والاحتياجات بدلاً من المجادلة، يمكن أن يجعل من الصعب أن يكون الشخص على طبيعته حقًا.
6. شعور كاذب بالحب والتقدير ربما يعتقد الشخص أنه لكي يكون محبوبًا ومطلوبًا ومقبولًا عليه أن يفعل ما يريده الآخرون ويتوقعونه منه. ويساوره خوف من أن عدم تلبية أي طلب ربما يجعله غير محبوب.
7. كسب حب الجميع يسعي البعض إلى تكثيف عامل "التوافق" لمحاولة إرضاء جميع الناس في كل وقت، وإبداء الموافقة على أشياء لا يقتنعون هم أنفسهم بها لمجرد محاولة التوافق مع الآخرين.
8. إهمال الاحتياجات الشخصية لا بأس في أن يضع الشخص نفسه واحتياجاته في المرتبة الأولى. لكنه يمكن أن يمثل تحديًا كبيرًا لمن يسعون إلى كسب رضا الجميع بلا استثناء. فهم يخشون أن يُنظر إليهم على أنهم أنانيون إذا فعلوا ذلك.
قواعد وحدود منطقية يمكن اتباع الخطوات التالية لمعرفة كيفية وضع حدود مناسبة لمنع استغلال الآخرين لحالة الكرم واللطف والعطاء بشكل غير مناسب:
1. التعرف على النفس إن الوعي الذاتي أمر حيوي عندما يرغب الشخص في إجراء تغييرات. فإذا لم يتمكن من رؤية الحقيقة، فلن يمكنه حل المشكلات بشكل واقعي. إن التعرف على الذات من منطلق التخلص من الرغبة في الإذعان للمستغلين بشكل تام، سيساعد على تسليط الضوء على المشكلات الذاتية ومعالجتها.
2. تعزيز الثقة بالنفس في قلب العديد من الميول لإرضاء الآخرين كافة يكمن تدني احترام الذات. يتم تصنيف رغبات واحتياجات الآخرين على أنها أعلى من رغبات الشخص نفسه واحتياجاته لأنه لا يشعر في نهاية الأمر أنه يستحق وضع رغباته أولاً.
3. تحديد الأولويات يقضى الكثير من الأشخاص، الذين يرضون الناس، وقتًا طويلاً في البحث عن تلبية احتياجات الآخرين، لدرجة أنهم يصبحون بمرور الوقت غير متأكدين مما هو أكثر أهمية بالنسبة لهم. وتحديد الأولويات يساعد المرء على اختيار كيفية قضاء وقته واستهلاك طاقته، وفقا لاحتياجاته وأولوياته.
4. التريث في إبداء الموافقة إحدى المشكلات العملية التي يواجهها الكثيرون الذين لا يستطيعون الاعتذار ببساطة وقول لا للآخرين، تتمثل في أنهم يصبحون ملتزمين بقضاء احتياجات لا يفضلون القيام بها. لذا، فإن التريث في إبداء الموافقة يمكن أن يوفر مزيدًا من الوقت للتفكير فيما إذا من المناسب القيام بالأمر أم لا، لذا يمكن استخدام عبارات مثل:
• اسمح لي أن أعود إليك في هذا الشأن • سأفكر في الأمر ببعض الجدية • لست متأكدًا مما إذا كان بإمكاني القيام بذلك، لكنني سأخبرك إن كان باستطاعتي • أحتاج إلى التحقق من بعض الأشياء قبل أن أعطي وعدًا بهذا الالتزام
5. عدم المبالغة في التوضيح لا ينبغي الميل إلى المبالغة في شرح الاختيارات، ولا داعي للمبررات للاعتذار عن القيام بشيء ما لا ترغب في القيام به. إن الإفراط في الشرح يمكن أن يقوض القرارات. وبالطبع، لا يجب الاعتذار لأنه لا يوجد ما يجبر المرء تقديم اعتذار عن ما لا يتوافق مع أولوياته ورغباته.
6. تذكر الجدول الزمني الشخصي إذا كان الشخص يتذكر ويعرف ما هي الساعات، التي يحتاج إليها لتلبية احتياجاته ورغباته الشخصية. على سبيل المثال، عند الرد على الهاتف، يمكن أن يتم تعريف الصديق المتصل بلطف أن لديه 15 دقيقة فقط للتحدث، بما يكفل حماية للوقت وعدم إهدار فرص إنجاز مهام خاصة أو استمتاع المرء بوقته كما يحلو له.
7. المساواة في الاحترام عندما يقوم المرء بالإجابة عن سؤال: "كيف يتعامل مع الآخرين؟" فإنه يستطيع عندئذ تحديد توقعات ووضع ضوابط للحصول على نفس المستوى من الاحترام والرعاية والوقت من الآخرين.
8. التخلي عن العلاقات المدمرة يمكن أن يؤدي الالتزام بالضوابط والقواعد الجديدة إلى شعور بالاستياء لدى بعض الأصدقاء أو الجيران أو الزملاء. وتعد الترجمة الصحيحة لتلك الحالة هي أن على المرء تقبل أن بعض الصداقات أو الاتصالات أو العلاقات ستبدأ في التلاشي لأن المرء الذي اعتادوا على استغلال لطفه وعطائه لم يعد موجودًا.