سلامٌ على الطيّبين، الذين لا تجدهم إلّا في مواطِن الخير، الذين يحملون في فكرهم وأعماقهم قِيَمًا عزيزة وشِيَمًا كريمة، الكبار بأفعالهم وأقوالهم ومواقفهم، المُترفّعون عن الصغائر نُبلاً وشموخاً الصامتون عن اللّغو ترفُّعًا وتعففاً، المؤمنون بأنّ الحياة رحلة قصيرة لن يبقى منها إلا طيب المعشر وحُسن الأثر....
سيمضي بنا الزمن وندرك يقيناً أن خير ما يظفر به الإنسان في هذه الحياة هي عبادة الله على الكيفية التي أمرنا بها والتواضع وحُسن الخلق وجبر خواطر الناس... إن استطعت فاعبر عبوراً كريماً في هذه الحياة.. لا تؤذي ولاتكون سبباً في أذى أحد..
مُجتمعنا مجروح من الداخل ،لما أصابه من نفاق و وهن وترهُل.. والمجتمع الذي ينزف، لن تُثمر مكابرته عن شيء جميل ، بل ستكثُر إشكالاته ، وتنحرف بوصلته وغاياته ، وربما تنحدر معاركه إلى مستويات مُقلقة للغاية، ستنقلب الأولويات وسيستهلك وقتاً ثميناَ على صراعات وهميّة،وعبثية،حيث سيضطر الشرفاء إلى خوض تلك المعارك مُكرهين،إذ لا بد لهم من أن يُثبتوا فيها طهارة مسعاهم و قيمة أفكارهم وعلو قدرهم وزيف أفكار المُنحرفين والمشككين وخُبث ووضاعة مقاصدهم وغاياتهم......
يحدث كلّ هذا والكلّ ينزف ، المتهم والبريء ، السوي والمنحرف ،العالم والجاهل ، الصادق والكاذب ، المُذنب وغير المُذنب.. متى يتوقف هذا..؟
لا بد من الوعي ولاغير الوعي يصلح مجتمعاتنا.... نحن السبب ونحن الحل..