السياحة الشتوية تزدهر في كردستان العراق مع هطول الثلوج
جهود غير كافية.. وتحديات واسعة
من جانبه، يلفت مدير المركز العراقي الاقتصادي السياسي، وسام الحلو، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إلى أن "جهود هيئة السياحة مشكورة نسبياً لكنها غير كافية"، ويوضح أن:
العراق يزخر بعديد من عوامل الجذب السياحي، لا سيما في ظل الحضارات المتعاقبة على مر التاريخ.
المشكلة الأكبر تتعلق باهتمام الحكومات المتعاقبة بالملف السياحي، ذلك أنها كانت منشغلة بقضايا أهم من وجهة نظرها من القطاع.
كانت هناك برامج حكومية مرتبطة بدعم السياحة، لكن على أرض الواقع القطاع كان مهملاً، والاهتمام الأكبر منصب على الأمور الأمنية والأحداث ذات الصلة.
كان سابقاً هناك وزارة خاصة بالسياحة، لكن في آخر أربع حكومات تحولت إلى "هيئة" تابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، في ظل دمج الوزارات بهدف تقليص النفقات.. وهذا الأمر حجم دور السياحة بشكل كبير، بعد أن صارت هيئة داخل الوزارة.
ويضيف الحلو: "في العام 2022 وما مر من 2023 بدأ نوع من التحول النسبي، في ظل زيارات وفود عربية وأجنبية للمواقع السياحية المختلفة من الشمال والجنوب، لكن البنى التحتية غير جاهزة أو مؤهلة بشكل كاف بسبب عدم دعم الحكومة للقطاع، حتى أنه لا توجد فنادق على مستوى عالي قرب كثير من المواقع الأثرية المهمة، الأمر الذي يجعل السائح يجد صعوبة في البقاء أكثر من يوم في مكان بعينه".
ويتحدث في الوقت نفسه عن دور القطاع الخاص المُهمش، جراء العراقيل الموضوعة في هذا السياق، مشدداً على أن "القطاع السياحي بالعراق يحتاج إلى نهضة مادية وتخطيطية وبشرية وثقافية".
كما يتحدث في الوقت نفسه عن ارتفاع عدد شركات السفر والسياحة التي لجأت للإغلاق منذ جائحة كورونا وحتى الآن في ضوء ما واجهته من صعوبات، ومع غياب الدعم الحكومي لها.
ويختتم الحلو حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" بالإشارة إلى الزخم الذي أثارته بطولة كأس الخليج التي استضافها العراق أخيراً، لجهة التعريف بطبيعة العراق والشعب العراقي (..) ولا سيما في ضوء تركيز وسائل الإعلام على ذلك، لكن هذا الزخم لم يستمر بنفس الوتيرة بعد البطولة، موضحاً في الوقت نفسه أنه قبل ستة أشهر وصل العراق كثير من الرحالة من دول أوروبا بسياراتهم وبدأوا يخيموا في عدد من المناطق الأثرية، وهي أمور إيجابية تشكل فرصاً، لكن تلك الأمور تواجه ضعف الدور الحكومي، على حد قوله.