* هل نعود الى الهجوم على المدرعة الانجليزية بالسيف؟؟
اختلفت الرؤى حول حديث دولة فيصل الفايز في امسية ثقافية في أمانة عمان، ولكن حين ننظر في عمق الكلمات نجد انفسنا أمام تساؤلات عن حجم الاردن الواقعي في مختلف الجوانب.
كأردنيين لا نتنازل عن هويتنا الأصيلة أو كرامتنا وقيمنا وكبريائنا، فنحن اصحاب تاريخ وشهامة والأكثر اعتزازا ببلدهم وقيادتهم والأكثر اخلاصا وتضحية في سبيل قضايا الامة، ولكن نحن في محيط ملتهب وفيه شرور الأطماع وتكثر المشاريع التصفوية الاحتلالية والاردن الأكثر استهدافا ، والعرب الأقل تحالفا وتعاونا ومساندة ، فهل يبقى الاردن وحيدا يصارع هذه القوى ؟، التي أولها المشروع الصهيوني ومن ثم تشرذم المشاريع العربية التي تتيه في البحث عن عدو ، وتراجع العدو الصهيوني كأولوية في قائمة الاعداء بل تقدم الاردن في هذه القائمة ضمن القوائم العربية.
وحين نعود الى التاريخ القريب : خاضت سبعة دول عربية الحرب في فلسطين عام 1948 ، بلا اي تدريب أو تنسيق أو تخطيط وبلا حشد واقعي يمثل القدرات العربية الحقيقية حينها، وما كانت النتيجة؟ هزيمة واضحة لم يحقق العرب الهدف الرئيسي من هذه الحرب وهو تحرير فلسطين بل ساعدوا العدو على تحقيق أهدافه وتثبيت حدوده مثلما حدث في اللد والرملة، بل تنكروا للقائد العام للجيوش العربية الملك عبدالله فكانت الحرب لجيوش بلا قيادة ،وتمكن الجيش الاردني من الحفاظ على القدس العربية وبقي يقاتل حتى النهاية
ونموذج في معركة السموع 1966 ، قبل المعركة بأشهر قليلة جرى توقيع معاهدة دفاع عربية مشتركة بموجبها تقدم اي دولة عربية الاسناد الممكن للدولة العربية التي تتعرض للهجوم ، فكانت السموع ، ولم يجد الاردن اي فائدة من المعاهدة وقاتل الاردن وحيدا بلا اي اسناد كان ،بل عمت الضفة الغربية ومخيمات الاردن المظاهرات العنيفة احتجاجا على الوضع.
والنموذج الثالث في حرب 67 : قاتل الاردن بعد ضغط داخلي وقال الحسين ان المعركة خاسرة من بدايتها ، وتعرضنا للخداع العربي قبل الاسرائيلي ، وكانت النتيجة المأساوية ،
والنموذج الرابع هو في حرب تشرين 73 ، وخاض الجيش الاردني القتال في جبهة الجولان وانتهت الحرب بنصر محير فقط اختراق قناة السويس ، والنتيجة مفاوضات خاسرة ، بل توجيه الاتهامات يمنة ويسرة ، ونصيب الاردن كان وافرا من الاتهامات .
هذا على الصعيد الاردني
أما على الصعيد الفلسطيني ، فكم كانت الاعتداءات على غزة والضفة الغربية بكل وحشية اخرها معركة جنين ، والسؤال ماذا فعل العرب وماذا قدموا ؟
نماذج ظاهرة وواضحة ، والأدهى نماذج الديبلوماسية والمفاوضات التي هي مياه ملوثة تجري من تحت الاردن ،
وفوق كل هذا عندما نقول يستحيل الاردن أن يواجه اسرائيل عسكريا ، فهذه حقيقة دامغة ،
والعسكريون يدركون الأمر ويعرفون القدرات المادية وجيشنا الاردني ذو كفاءة عالية ومدرب ويتميز جنده بالشجاعة والاقدام ،
ولكن هل نوعية اسلحة التدمير في الاردن هي بمثل ما هو في اسرائيل ؟
هل هناك من يسند الاردن ويزود الاردن بالذخيرة وقطع الغيار في الحرب ؟
من من الدول العربية ستقاتل مع الاردن ؟
لو تحركت قطعة بحرية اسرائيلية في مدخل خليج العقبة فهي ستغلقة وتوقف 80 % من اقتصاد الاردن ، فماذا نحن فاعلون ؟
وبضرية واحدة يمكن تدمير مصفاة البترول ومنشآت الكهرباء وموتورات ضخ الديسي والجسور الرئيسية والسدود ، ومهما كانت وسائل الدفاع لدينا فهي لا توفر الحماية الكافية ، وماذا نحن فاعلون ؟
وحتى قدرات سلاحنا الجوي وهو سلاح متطور وبكفاءة مميزة ، ولكن هل يقف ندا لسلاح الجو الاسرائيلي بعدد الطائرات والتفوق النوعي بالصواريخ ومدى الرادار .
وهل القدرات الاستطلاعية لدينا بقدرات الاستطلاع الاسرائيلي الذي يوظف كل التكنولوجيا الذكية لخدمة آلته العسكرية ،؟
نعم لدينا جهاز استخباري دقيق ومتقدم ويحلل المعلومات ونسبة التوقعات لديه عالية جدا ، ولكن ماذا نفعل ؟ نريد قدرات قتالية قادرة على الردع .
هنا حين نستمع الى دولة فيصل الفايز وهو يتحدث عن الواقع والحقيقة ، فهذا لم يتجاوز ما نحن فيه مطلقا بكل شفافية وصراحة ،
بمعنى ان عهد الهجوم على المدرعة الانجليزية بفرس وسيف قد ولى ،
وأن السير بطريق الانتحار الاجباري قد عفى عليه الزمن
وان تكرار سيناريو حرب 67 غير قابل للتطبيق
ولكن من السهل على " المرتكي " أن يفعل ما يشاء
ولكن علينا أن ندرك أن الاردن لديه من القدرات والقوة الذاتية بعقلانيته وبمنطقه وتوازناته ان يحقق الاهداف التي تضمن استقراره وسلامة اراضيه وشعبه ليبقى وطنا للسلام والمحبة .
لقد اثبتت كل الاحداث خاصة بعد الربيع الدموي أن الشاطر هو من يقلع شوكه بيديه وأثبتت قصة جنين أن لا أحد يمكنه أن يقف مع أحد، بل ان يقف الاخ ضد أخيه فهذا ممكن .
هل من المناسب الحفاظ على الاردن ارضا وهوية ووطنا عربيا في زمن التوغل والتغول
عذرا دولة فيصل الفايز ما تقوله هو في ذهن كل اردني حريص على هذا الوطن ويتميز بعظيم الولاء والانتماء ويعرف كيف يقرأ المستقبل
تطالعنا المقالات المختلفة ، خاصة من أوائك الذين يريدون أن يكون الأردن في دائرة الخطر والقلق ،ولكن نحن نقرأ ما بين السطور جيدا ونعرف اجندات بعضها ذات الابواق الصهيونية ونعرف ما هو اكثر وأشد و أخرق فلم يعد بيننا وبين الحقيقة حجاب