أكد رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية والاختصاصي الأول في الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور علاء الفروخ بأن الاكتئاب الموسمي ليس مقتصرا على فصل الشتاء إنما قد يحدث في فترة الصيف والحر الشديد.
وأضاف الفروخ أن تغير الطقس والحالة الجوية له أثر كبير على مشاعر الإنسان والتأثير على حالته النفسية، فهناك أمراض نفسية مرتبطة بتغير فصول السنة كالاكتئاب الموسمي، ورغم ان معظم حالات الاكتئاب الموسمي تحدث في فصل الشتاء، إلا انها تحدث أحيانا في الصيف بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وهذا له علاقة بمدى استجابة الأشخاص وتفاعلهم مع حالة الجو، بحسب الرأي.
وأوضح انه مثلما هنالك أشخاص لديهم اكتئاب من فصل الشتاء، هنالك أيضا من يجعلهم الحر الشديد مكتئبين، وحبيسية بيوتهم أو مكاتبهم أو سيارتهم، غير قادرين على تحمل ارتفاع درجات الحرارة، وممارسة نشاطاتهم اليومية والحياتية في الهواء الطلق أو الساحات العامة.
ولفت الفروخ إلى أن ارتفاع الحرارة الشديد من الممكن ان يؤثر على حالة البعض المزاجية والنفسية والشعورية، وعلى انخفاض تفاعلهم الاجتماعي، بحيث يكون بغير المستوى المطلوب والاعتيادي، مما يسبب ابتعاد الناس عن بعضها خلال هذه الفترة.
وعن الفئات الأكثر تعرضا للاكتئاب الموسمي في الصيف، بين ان ذلك ليس له علاقة بعمر محدد، بقدر علاقته بطبيعة الشخص وتفاعله مع البيئة المحيطة، فبعض الأشخاص يحبون الجو الحار حتى إن كان شديدا، وبالنسبة لهم هو شيء مرغوب به، ويمارس أنشطته المعتادة بشكل واضح دون مشاكل، واخرين يعتبرونه الجو الحار سيئا، ويعيق حركتهم وممارسة انشطتهم اليومية والرياضية وهواياتهم، والخروج خارج المنزل او العمل.
ونصح الفروخ الأشخاص الذين يتأثرون بشكل كبير من الحر الشديد، بأن يحاولوا الحفاظ على ممارسته أنشطتهم اليومية المعتادة وهواياتهم، لكن في بيئات مساعدة اكثر، كالأماكن التي يتواجد فيها تكييف عالي، لتخفيف اثر الحرارة عليهم، بالإضافة لممارسة الرياضة في اماكن مخصصة لها، مؤكدا ان السباحة تعتبر من افضل الرياضيات التي ينصح بها في مثل هذا الجو، والتي تساعد في تحسين الحالة النفسية والمزاجية.
كما نصحهم بإشغال وقتهم بأنشطة مختلفة عند ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وان يكون لديهم مرونة تسمح لهم بتعديل أوقات انشطتهم بما يتناسب مع حالة الجو، والتوجه لهوايات أخرى فردية منزلية كالمطالعة والقراءة، ومشاهدة برامج وثائقية وغيرها، بحيث يشغلون أنفسهم في فترة الظهيرة والنهار، وبعد الغروب يمارسون أنشطتهم الخارجية.
أما بخصوص وجود دراسات حول تأثير التغير المناخي العام بالعالم على الصحة النفسية، نوه الفروخ الى ان الخبراء والمختصين بدأوا بالفعل إجراء دراسات كثيرة حول مدى تأثير التغيرات المناخية الأخيرة، وتوسع طبقة الأوزون وارتفاع درجة حرارة الأرض، على الصحة النفسية والمزاجية والشعورية للأشخاص، إذ ان التفاعل مع الجو وتغير الفصول متفاوت بين شخص واخر.