إن قرار جلالة الملك عبدالله الثاني، إلغاء القمة الرباعية، هو من اكثر القرارات السياسية قوة ووطنية وانتصاراً للمقاومة الفلسطينية المشروعة، وانتِصافاً لأهلنا الصابرين الصامدين في قطاع غزة البطل.
وإن موقف الملك القومي الشجاع، وموقف شعبنا العربي الأردني الحيوي، في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي، وانتهاك المقدسات، ومواجهة الوحشية الإسرائيلية، المتمثلة في المذبحة الصهيونية الجديدة في المستشفى المعمداني بغزة، هو موقف الكرامة الوطنية والانحياز للحق الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد خطّ الإرهابيُ نتنياهو، في إقدامِه على ارتكاب مذبحة المستشفى المعمداني، مساراً جديداً معادياً للسلام، ومساراً جديداً معادياً للأردن وللأمة، ومساراً جديداً ثالثاً معادياً للشرعية الدولية وللانسانية جمعاء.
ان "مذبحة المعمداني" الرهيبة، هي أكبر من فضيحة، وهي هولوكوست إسرائيلي، وهي عارٌ أبدي يصِم الكيانَ الإسرائيلي الخارج على كل النواميس والقواميس التي عرفتها البشرية، منذ هولاكو وهتلر وبول بوت، مرورا بجابوتنسكي وبيغن وشامير وشارون، وصولا إلى نتنياهو المتوحش.
ان "مذبحة المعمداني"، هي النعش السياسي للإرهابي نتنياهو !! وهي مادة دانية لمرافعة الشعب العربي الفلسطيني والدبلوماسية الأردنية إلى محكمة الجنايات الدولية والضمير الانساني الحر، لمحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية، على غرار محاكمات النازيين في نورمبرغ، ومحاكمة رئيس تشاد السابق حسين حبري، ورئيس يوغسلافيا السابقة ميلوسوفيتش، وسفاح البوسنة الصربي كاراديتش.
ان الموقف الأردني القومي القوي الواضح، المساند لشعب فلسطين العربي، شعب الجبارين، يدعو إلى الاعتزاز والفخر، بدءا من جلالة الملك، الذي يحمل خطاب السلام والحق والعدل إلى أوروبا والعالم، مرورا بحكومتنا وبمجلسي الأعيان والنواب والقوات الأردنية المسلحة- الجيش العربي والأجهزة الأمنية والأحزاب والإعلام والصحافة وكل مواطن أردني على ثرى هذا الحمى العربي العظيم.
ان الوقت العصيب الراهن، الذي ينطوي على أكثر الاحتمالات خطورة وتهديداً لأمننا الوطني، هو وقت التعبير الوطني الحر الحار الراشد عن تضامننا مع الأشقاء الفلسطينيين في محنتهم الراهنة، وهو وقت الالتفاف حول ملكنا الحكيم الشجاع، لدعم مبادراته لوقف العدوان الغاشم على قطاع غزة. ووقت تصليب الجبهة الداخلية، ووقت تقديم أصدق تعابير الاحترام لرجال جيشنا وأمننا العام الساهرين على أمننا واستقرارنا، ووقت الحذر واليقظة كي نحول دون تنفيذ مخطط الإرهابي نتنياهو، لنقل كرة النار من كفيه إلى بلادنا.
ويجدر ان نثمن تصريحات صاحب السمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، وصاحبة الجلالة الهاشمية الملكة رانيا العبدالله، التي تتميز بالقوة والشجاعة وادانة الاحتلال والعدوات، والانحياز لحق الشعب العربي الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة.
ويجدر ايضا ان نتوجه بالتحية إلى الدول التي تقف مع الحق والعدل كالصين وروسيا وكوبا وفنزويلا وكولومبيا ونيكاراغوا وبيليز، وايضا إلى غوستافو بيترو رئيس جمهورية كولومبيا.