لا يمكن لعاقل او ذو بصيرة ان ينكر الدور الأردني ويتجاهل موقف الدولة و الجهود التي يبذلها النظام السياسي لوقف العدوان على غزة .
بعد ان جاء الموقف الأردني متناسقا ومنسجما مع الشارع الاردني النابع من الموقف الثابت من القضية الفلسطينية عبر التأريخ.
وعلى الرغم من التحديات والمخاطر التي تتربص بدولتنا جراء الاهداف الصهيونية الساعية إلى حل مشاكلها على حساب الاردن تحت مسميات عديدة، الا ان ذلك لم يحيدنا عن الصمود.
وفي ظل تلاطم العواصف حولنا واتساع رقعة نيرانها التي ستطالنا حتما ونكتوي بنارها اذا لم نحسن التدبير ونعي خطورتها وتأثيرها .
فكلنا مع غزة وأهلها وها هي مواقفنا واضحة ومعروفة للقاصي قبل الداني لا تقبل المزاودة ولا التشكيك من اي جهة كانت لغاية في نفس يعقوب او سعيا خلف اجندات لا يعلمها الا صاحبها ،الا أنها ستضر ولن يسلم منها احد.
وكأننا نحسد انفسنا ونستكثر على عمان الامنة والصامدة وسط منطقة ملتهبة وعواصم اما مترنحة او اعياها التعب والإرهاق اوبحال لا تسر صديقا لكنها تشفي غليل الأعداء والمتربصين.
فاننا نشعر بقلق ونحن نرى بعض احتجاجاتنا قد أخذت مسربا معاكسا نحو منحدر خطير وكأنها موجهة ضد الدولة .
الدولة التي انقادت خلف الشارع في تظاهراته واحتجاحاته إيمانا منها بفلسطين وقضيتها الا ان البعض أصر وما زال ان يضل الطريق الصحيح مبتعدا عن الدولة ومصالحها التي اصبحت على المحك ويتعامل معها كأنها خصم .
وحتى نحمي فلسطين ومن باب عدم النكران والجحود لا بد ان تكون الدولة ومصالحها حاضرة معنا وان لا تغيب عن بالنا ولو للحظة وعند اية فعالية او تظاهرة مهما كانت ، وهي الحامية والراعية، لذا لابد أن نرضخ لشروطها الميسرة والسهلة لا يختلف عليها كل وطني عربي منتم .
ومن غير المنطقي والمقبول ان تتعارض أعمالنا مع مصالحنا طالما كانت اجنداتنا وطنية لا تخدم اغراض اخرى.
ومع ان القصف على غزة لكن الأعين على عمان وهناك من يتربص لها لتدفع فواتير مواقفها ورفضها فكرة التهجير وعدم الانسياق خلف بيانات ومطالب لا تتفق مع مواقف ومبادىء الأردن.
فهناك تغييب للدولة في مظاهراتنا مما يشي بأن هناك انقسام مجتمعي بعد ان تصدر المشهد أصحاب الأصوات المرتفعة الذين يرفضون ان يسمعوا اي صوت الا هدير حناحرهم التي لا تنطق باسم الأردن.
ويا حبذا لو ان الامر توقف عند هذا الحد بل أصبح كل من ينادي بأن فلسطين والأردن توامان وان مصيرهما واحد ويجب النظر اليهما بعين واحدة لانهما شقيقتان تجمعهم نفس الجينات والخصائص ، عرضة للتشكيك ولا نستبعد ان يتهم بالخيانة و تنصب له المحاكم ويتعرض لحملات تشويه .
فإلى متى سنبقى نتخذ مواقف دفاعية وتقدم مبررات وصكوك غفران وكأننا المسؤولين عن كل ما يجري حولنا وكأننا لم ندفع الثمن وما زلنا نتيجة مواقفنا ولا يخرج من بيننا من يكاشف الجميع ويقدم كشف حساباتنا وصولاتنا في الميادين الدولية .
وإلى متى ايضا تبقى الرو اية الأخرى غائبة او مغيبة اما بفعل فاعل او عن جهل ودون قصد او خوفا من الاتهامات والتخوين .
حتى بتنا نخجل من رفع العلم الأردني في بعض مسيراتنا ونخفي مواقفنا على أرض عشنا واكلنا من خيرها جميعا وامنت لنا كل سبل السلامة والأمان.
الا ان بعضنا يستكثر عليها كلمة شكرا او يشعر الدولة العاتبة على جحود ونكران البعض بالأمان ان لم يكن فعلا او قولا فعلى الاقل صمتا وهذا اقل الإيمان دون تخوين او تشكيك حتى لا نصل الى نقطة مفصلية او طريق مسدود قد يحدث صداما بين طرفين تحاول معه الدولة اجتنابه على الرغم مما تراه من جفاء الأقارب وأصحاب الدار