أجرى باحثون من مركز Nature Communications دراسة لفهم العلاقة بين النمط الغذائي الصحي و48 مرضًا مزمنًا بين البالغين.
وبحسب موقع "ميديكال نيوز"، تعلقت خلفية هذه الدراسة بالزيادة المتصاعدة في الأمراض غير السارية المرتبطة بالشيخوخة، والتي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدد الوفيات بين عامي 2007 و2017. ولذلك، من الأهمية بمكان تحديد إستراتيجيات الوقاية الفعالة من هذه الأمراض لتعزيز الشيخوخة الصحية.
وقد استخدمت الدراسة بيانات البنك الحيوي لمتابعة العلاقة بين أربعة أنماط غذائية شائعة وخطر الإصابة بالعديد من الحالات المزمنة، مستكشفة أي نمط غذائي يمكن أن يخفف من الإصابة بالأمراض المزمنة بشكل أفضل.
وقد لوحظ أنّ الالتزام بأنماط غذائية معينة، وهي مؤشر الأكل الصحي (AHEI-2010)، ومؤشر النظام الغذائي النباتي الصحي (HPDI)، والنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط (AMED)، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأنواع معينة من السرطانات، والسكري.
وفي التفاصيل، كشفت النتائج الرئيسة للدراسة أن درجة الالتزام بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بـ 32 مرضًا مزمنًا، بينما ارتبطت نتيجة مؤشر الأكل الصحي بانخفاض خطر الإصابة بـ 29 مرضًا مزمنًا.
أما مؤشر النظام الغذائي النباتي الصحي فقد ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بـ 23 مرضًا مزمنًا، تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات واضطرابات الجهاز الهضمي والاضطرابات النفسية/العصبية.
وأكدت الدراسة أن كفاءة النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط تنبع من الاستهلاك العالي للأطعمة الصحية، مثل: الأسماك، والبقوليات، والمكسرات، والخضراوات، والفواكه.
ومع ذلك، تحتوي الدراسة الحالية على بعض القيود، بما في ذلك أخطاء القياس بسبب طبيعة الإبلاغ الذاتي للبنك الحيوي في المملكة المتحدة، وافتقار التحليل إلى العلاقة السببية العكسية المحتملة بين النظام الغذائي والأمراض النفسية. كما قد لا تكون نتائج الدراسة قابلة للتطبيق عالميًّا، إذ إن غالبية المشاركين كانوا من أصل قوقازي.
وبهذا، تؤكد الدراسة قدرة النظام الغذائي الصحي، وخاصة النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط، في التخفيف من المخاطر وربما منع تطور مجموعة واسعة من الأمراض المزمنة. وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد العلاقة السببية، فإن هذه النتائج توفر رؤى قيّمة حول دور النظام الغذائي في تعزيز الصحة والرفاهية على المدى الطويل.