بدأت المباراة بين جماهير الفريقين قبل بدايتها في أرضية الملعب، بعد تجنب المنتخب الأردني منتخب اليابان، والذي حدد مساره الأسهل في سيناريو مباراة البحرين وما رافقه من مجريات تلاعب في ترتيب المجموعة السادسة ذات السيناريوهات العجيبة.
فما كان من الإعلام لا التقليل من شأن منتخبنا الأردني، وتحطيم آماله، والتقليل من شأنه، عبر شاشات التلفاز والبرامج الرياضية ؛ ظناً منهم بمحاولة زعزعة استقراره وانسجامه في البطولة التي تعد الأبرز والأغلى بين بطولات القارة الصفراء، ولكن الرد الأردني القاسي جاء من أرضية الملعب بانتصار عظيم وثمين معنون بـ "قول وفعل".
فوز ذو روح وعزيمة وإصرار، حطموا به آمال الشعب العراقي وكبرياء منتخب بلادهم المنتشي بفوزه على البعبع الياباني، والمتصدر لمجموعته بالعلامة الكاملة بعد مباراة تعد الأبرز في دور الـ 16 على الصعيدين الفني والتكتيكي؛ بسبب ما رافقها من مناوشات، ومناكفات، وصخب إعلامي جماهيري.
بدأ الفريق العراقي كعادته منسجماً جداً في نقل الهجمة والعودة بالكرة، مسيطراً على أرضية الملعب منذ بداية الشوط وحتى نهايته، مستغلاً التريث الأردني ومستهدفاً لهجماته المرتدة والفتاكة. لم تكن تلك السيطرة فعالة هجومياً ولكنها سهلت بعضاً من مهمة الدفاع أمام الهجوم الأردني ومرتداته الناجعة. وقبل نهاية الشوط بدقائق قليلة كان لا بد ليزن النعيمات من تتويج جهد الهجمات الأردنية بهدف (لب) بعد افتكاك رائع و(Sprint) عالي أسكن به الكرة في شبكة (الدولمة العراقية)، محتفلاً على طريقته الخاصة بتناول المنسف على الطريقة التقليدية الأردنيّة رفقة النجوم.
انتهى الشوط الأول بتفوق أردني بالنتيجة وعراقي بالأداء، وما كان لبداية الشوط الثاني من تغير واضح. بقيت السيطرة العراقية بالأداء وباتت الهجمات الأردنية أقل تأثيراً على ما كانت عليه في الشوط الأول؛ ليتوج العراقيون سيطرتهم بهدف مباغت أثناء الدقيقة السابعة والستين؛ لتعود المباراة إلى نتيجة البداية بالتعادل.
اكتسبت كتيبة (كاساس) الثقة، وبَدَوا أكثر خطورة على مرمى النشامى وما رافقهم من تراجع مع هدف التعادل، ليسجلوا هدف الانتصار المستحق عطفاً على ما قدموا من أداء. ولقلة الخبرة والخروج عن النص الرياضي تلقى اللاعب أيمن حسين بطاقة حمراء بعد استفزازه للجماهير الأردنية واحتفاله في وقت غير قانوني ومكان غير شرعي، الأمر الذي أعاد بصيصاً من الأمل للنشامى.
ولأنه لم يتبقَ لمنتخب النشامى شيء ليخسره، قدم الكابتن حسين عموته تعليماته الهجومية كافة بصخب واضح وهجمات لا تصد ولا ترد، واللعب في منتصف ملعب الخصم الذي بات فاقداً للثقة بعد طرد نجمه الأول أيمن حسين.
وما كان للساحرة المستيرة (كرة القدم) إلا أن تبتسم للأردنيين بهدف غالٍ وثمين، وقع عليه الصخرة الدفاعية يزن العرب في الدقيقة الخامسة بعد المئة، هدف اكتسبوا به الثقة وأعاد لهم الآمال مجدداً ليقدموا المزيد في ما تبقى من مجريات اللعب، وما كان هدف التعادل النشمي إلا صهلة جواد أردنية أصيلة أطلق بها اللاعب نزار الرشدان رصاصة الرحمة، منهياً بها حظوظ العراقيين، مفرحاً بها قلوب الأردنيين.