وضع الاحتلال الإسرائيلي 4 خطط لنقل النازحين من محافظة رفح في قطاع غزة، الأولى تسمح بعودة سكان الشمال لمناطقهم.
وتقدم هذا المقترح بطلب من الولايات المتحدة، إذ عرض وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الخطة على مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، وقال "اتفقت مع الجانب الإسرائيلي على دخول بعثة أممية إلى شمال قطاع غزة لضمان عودة الفلسطينيين لمنازلهم، وبحثت مع القادة الإسرائيليين الحملة العسكرية في رفح، نخطط لأن تجري الأمم المتحدة تقييماً لضمان عودة الفلسطينيين لشمال غزة" وفق اندبندنت عربية.
ولقيت فكرة عودة الفلسطينيين لشمال غزة موافقة من المستوى الأمني في الاحتلال، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" عن مسؤولين في الجيش وجهاز الأمن العام (شاباك) قولهم إنهم يناقشون مسألة السماح لسكان قطاع غزة النازحين بالعودة من جنوب القطاع لشماله قبل تنفيذ هجوم رفح، على اعتبار انتهاء مرحلة القتال العنيف هناك.
وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن لدى تل أبيب ميولاً إلى السماح بتحرك النازحين من الجنوب عائدين لبيوتهم في شمال القطاع بطريقة خاضعة للرقابة والإشراف بغية تسهيل العملية العسكرية البرية الوشيكة في رفح. لكن منطقة شمال غزة التي تضم محافظتي غزة والشمال، والممنوع حتى الآن على النازحين العودة لها، دمرها جيش الاحتلال الإسرائيلي بصورة هائلة، فلا تكاد توجد أي مبانٍ لم تتضرر مما لا يسمح بالعيش فيها.
واقترحت الأمم المتحدة إنشاء مدن من الخيام في شمال قطاع غزة، تشكل مأوى عند عودة سكان غزة من الجنوب، مما يساعد جيش الاحتلال على التحرك بسهولة في منطقتي خان يونس ورفح، إذ تشهد هذه المناطق حالياً كثافة سكانية غير مسبوقة.
إلى وسط القطاع المكتظ بالنازحين
أما الخطة الثانية، فتتمثل في توفير ممر آمن لنقل النازحين من رفح إلى محافظة دير البلح وسط القطاع، ومنح الفلسطينيين وقتاً كافياً للانتقال، لكن ثمة عراقيل كثيرة أمام هذه الفكرة.
وتضم محافظة دير البلح أربع مخيمات هي البريج والمغازي والنصيرات ودير البلح، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة حوالي 33 كيلومتراً، وهي منطقة مكتظة بالسكان والنازحين الذين فروا من الشمال، وعملية إجلاء المدنيين من رفح إلى تلك البقعة مستحيلة، إذ لا توجد فيها أراضٍ تتسع لبناء خيام ولا حتى عمران يسكنه الفارون من الحرب.
إجلاء إلى منطقة بين رفح وخان يونس
من جهة أخرى، تدور الخطة الثالثة التي كشف عنها نتانياهو بنفسه، حول إجلاء النازحين إلى مناطق شمال رفح، وقال رئيس وزراء الاحتلال "هناك مناطق في شمال رفح تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين".
وبحسب طبيعة الجغرافيا، فإن هناك تداخلاً كبيراً بين مدينة خان يونس ومحافظة رفح المجاورة، ولا توجد معالم واضحة تفصل بين المنطقتين، وعندما شن الجيش هجومه على الأولى، توغل في أجزاء من رفح وحيّدها بالكامل.
ويقترح نتانياهو في فكرته نقل النازحين الذين يبلغ عددهم 1.4 مليون شخص إلى مساحة لا تتجاوز ثمانية كيلومترات، مما رفضته الأمم المتحدة التي اعتبرت أن المنطقة غير مجهزة بصورة مناسبة لإيواء النازحين وسيكون فيها اكتظاظ هو الأعلى بين مخيمات الإيواء في العالم.
ويقول المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، "لن نكون طرفاً في التهجير القسري للسكان في رفح، في الوقت الراهن ما تقترحه إسرائيل غير آمن، لن نستجيب لدعوة الحكومة الإسرائيلية إلى مساعدتهم في جلاء النازحين".
مخيمات إيواء على الشريط الساحلي
أما الخطة الرابعة، فتقتضي نقل النازحين إلى مخيمات نزوح على طول الشريط الساحلي في الجزء الجنوبي من القطاع، بخاصة في منطقة المواصي، وتتضمن هذه الفكرة إنشاء 15 معسكر إيواء، يضم كل منها 25 ألف خيمة.
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية أن أمريكا وافقت على ذلك وأنها مستعدة لتمويل هذه الخطة التي تشمل إنشاء عيادات طبية ميدانية، ولكن المصريين اشترطوا عدم تنفيذ أي هجوم إلا بعد إخلاء النازحين القريبين جداً من الحدود مع سيناء.
ويقول الباحث السياسي الإسرائيلي جدعون ليفي إنه "لا يوجد مكان يستوعب هؤلاء الملايين من الأشخاص في حال إجلائهم. تهجير لاجئي رفح إلى منطقة المواصي ضمن الخطة الإنسانية غير منطقي لأن المواصي ستصبح موقع كارثة إنسانية لم نشهد لها مثيلاً"، مضيفاً أن "مساحة المواصي تبلغ 16 كيلومتراً مربعاً أي أنها بحجم مطار بن غوريون، تخيلوا غزة كلها محشورة في منطقة المطار. إذا وافقت أميركا وذهب مليون شخص فقط إلى المواصي، فستبلغ الكثافة السكانية هناك 62500 شخص لكل كيلومتر مربع". ويوضح أنه "لا يوجد شيء في المواصي لا بنية تحتية ولا ماء، فقط الرمال ومزيد من الرمال لامتصاص الدم ومياه الصرف الصحي والأوبئة"، معتبراً أن "مجرد التفكير في هذه الخطة مخيف".
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي وضع الخطط لكنه لم يقر أيّاً منها بعد، لكن الوزير في حكومة الحرب بيني غانتس اختصر الحديث عن ذلك بالقول "سنفعل ما هو مطلوب للسماح بحرية عمل الجيش في رفح، بما في ذلك إجلاء السكان وإعداد الأراضي لتوغل بري".