المبادرة الأردنية الصلبة التي اجترحها ابناء حي الطفايلة في عمّان للمساهمة في إغاثة أهلنا في قطاع غزة، تمثل وجدان شعبنا العربي الأردني وعونه وهمته، وتترسم خطى الملك عبد الله الثاني وجهوده الجبارة، وتشق مساراً جديداً للفعل الشعبي الخلاق المبادر، بالتكامل مع الجهود المباركة الكبيرة التي تقوم بها الهيئة الخيرية الهاشمية، ومختلف مرتبات جيشنا العربي الأردني: الجوية والطبية والأمنية.
مبادرة نشامى حي الطفايلة هذه، تشكل نموذجاً خلاقاً لتحويل النوايا والرغبات والشعارات، إلى حقائق وإجراءات ومعونات.
ان ما يتم في مجال دعم اشقائنا ابناء الشعب العربي الفلسطيني، من اختراقات إبداعية، تسجل للملك عبدالله الثاني الذي أشاد جسرَ إغاثة إنسانية جوّياً، وبنى تحالفَ إغاثة دولياً، كسر به الحصار الإسرائيلي المضروب على قطاع غزة المنكوب.
إن زيارة حي الطفايلة وتقديم الشكر للنشامى، مجترحي المبادرة، الذين ذللوا صعاباً لا تذلل بالمقاربات التقليدية، يصب دعماً في عزم النشامى، مثلما يوفر حافزا ودعماً لمن يستمع إلى اسلوب عملهم الخلاق، وما يقومون به من جهود ضخمة لجمع التبرعات.
وتلكم مبادرة جليلة، ما كان لها ان تحظى بالاعجاب والاحترام والتقدير الواسع النطاق لولا ان أهلنا في حي الطفايلة، دعموا القائمين عليها بالمال والعيال.
ان مبادرة حي الطفايلة تعبير عن العزم والنخوة والإرادة الأردنية، وتعبير عن عمق وحدتنا الوطنية الأردنية، ومتانة روابطنا القومية.
ولا يخفى ان الحاجة ستشتد في الأيام القادمة، وتحديداً بعد وقف العدوان، إلى تدفق المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، من مختلف الأنواع والكميات، مما يدعو إلى طرح مبادرات مماثلة في العديد من المدن الأردنية، لإعادة إعمار وإغاثة قطاع غزة الذي دمره العدو الإسرائيلي.
لقد أشدتُ في كلمتي تحت القبة بهذه المبادرة الوطنية، بطلب من زملائي الأعيان الذين ثمنوا عالياً مبادرة الحي النابعة من ارتباطنا المصيري بالقضية الفلسطينية الحية العادلة. والتي تشكل امتداداً لجهود ملكنا وحكومتنا وشعبنا العربي العظيم.
وفي هذا المقام، يجدر ان اذكر بفخر وزهو، ان اول رد فعل ضد وعد بلفور، صدر عن أبناء الطفيلة الأردنية العربية الهاشمية الأبية.