يعيش عالمنا اليوم كثير من التحديات والصعوبات في ضبط فوهة بركان النزاعات والأسباب المؤدية إلى نشوب الحروب، جراء التعنت الأمريكي المستمر بعدم وقف الحرب على غزة، بقراراته السلبية، اعتداء وتعسفاً.
فبينما يمعن المحللون سابقاً ولاحقاً في هذا الكم الهائل من التصرفات القانونية على الساحة الدولية من اقامة التحالفات الدولية، يجد انها جيرت لخدمة المشروع الامريكي وزيادة هيمنة القطب الواحد، كما نجد أن ما يسمى بالأمن الجماعي والمعاهدات، كمعاهدة الضمان ومعاهدة الدفاع والحماية وغيرها، تصب مصالحها ونتائجها لصالح هيمنه القطب الواحد بتفعيل هذه التصرفات القانونية على الساحة الدولية، لأطراف دون أطراف اخرى، ودون النظر الى المبادئ العامة للقانون الدولي، او دون أدنى مستوى لتطبيق معايير حقوق الانسان.
وبالتالي كلما لم يكبح جماح هذا الاستغلال للتصرفات القانونية، والقرارات السلبية الدائمة، والمتمثل بالتعنت الأمريكي باستخدام حق النقض الفيتو، كلما أصبح واضحاً وجلياً في استمرار السياسة الاستعمارية والفكرية في المنطقة، وهو ما يؤثر إضعافاً للسيادة القانونية لبعض الدول، وزيادة في التبعية الاقتصادية والعسكرية والسياسية، فهذه الاسباب وغيرها هي جرائم ومخاطر الامتناع عن فعل مشروع، كالتزام بقواعد القانون الدولي، لضبط العلاقات الدولية، أو مخاطر الامتناع عن تقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية أو مخاطر الامتناع المتمثلة بإذعان الدول الأخرى، التي لها تأثير كبير على الساحة الدولية، لكنها تتماشى مع القرارات الأمريكية المتعنتة، خوفاً على مصالحها الاستراتيجية مع تلكم الدول الكبرى، والأخص الولايات المتحدة الأمريكية، المتحيزة دائماً لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، وعلى حساب مصالح الشرق الأوسط عامة.
حتى اضطر الأمر إلى تقديم المساعدات الإنسانية بجهود كبيرة وبشق الانفس لتصير جوا، وهذا يبين مدى غطرسة هذا الكيان الذي لم يستطع يوماً أن يضبط نفسه أو أن يلتفت إلى قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بتطبيق أبسط الحقوق الإنسانية إزاء القضية الفلسطينية.
وهذا ما يستلزم بالضرورة دائماً فضح مثل هذه المخططات، التي تجعل من ذاتها بوابة يلج منها الصهاينة في تنفيذ خطط الاستيلاء، والاستيطان، والاستعمار والاستبداد، وجرائم الإبادة الجماعية، وهذا مشاهد وشاهد حي على مرأى العالم كله، بلا رادع أو وازع، وكأن أمريكيا بات يحكمها الإسرائيليون، بالذي يقتضي أخذ خطوات جريئة وفاعلة، دون هوادة في فضح هذا الكيان الغاصب وجرائمه النازية، وتفعيل الدور الحقيقي للمقاطعة له، ولمن هيأ له هذه المخططات على جميع الصعد السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والعسكرية، وإعلامياً محلياً ودولياً، وتطبيقاً على مستوى الدول والمجتمعات والأفراد، بنهج جماعي فاعل، وفق التشاركية العالمية.
لأجل عزلة هذا الكيان الصهيوني المتغطرس، والضغط باستمرار على الإدارة الأمريكية وقرارتها المتعنت، والتي مازالت تخسر هيبتها الأخلاقية على الساحة الدولية، وهذا أيضاً بنظر كل أحرار العالم كذلك، بل هو الأساس في نشوء هذه المخاطر المترتبة عن الامتناع عن وقف الحرب وتسوية النزاع، أو تقديم المساعدات الإنسانية والاغاثية، بالذي ينذر في المزيد من القتل والإجرام، والصراع والنزاع، وعدم استقرار المنطقة عامة، وقطاع غزة خاصة، والله المستعان.