المجازر الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل بحق شعب غزة المحاصر لأكثر من أربعة أشهر استخدمت خلالها كل أشكال الفتك والتدمير للإنسان والحيوان والنبات في إبادة جماعية يندى لها الجبين، تجويع مقصود لما تبقى على قيد الحياة، لم يكن الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن، حيالها واقفا موقف المتفرج على هذه المأساة، بل إنه قد شمر عن ساعده منذ اندلاع هذه المجازر، وسارع إلى بذل أقصى الجهود مع الأشقاء العرب، مع الدبلوماسية الجدية لإيجاد حلول سريعة لوقف إهدار دماء الأبرياء من شعبنا الغزاوي والفلسطيني.
فقد دعا سيدنا الملك عبد الله جاهدا إلى الوقف السريع لآلة القتل والتدمير وحماية المدنيين من بطش العدوات الإسرائيلي، وعمل جلالة الملك على كسر الحصار المفروض بوحشية على شعبنا بغزة، ن خلال تقديم الدعم الغذائي والصحي والطبي والإغاثي.
وعلى الصعيد الدولي والإقليمي، فان جولات الملك عبد الله المكوكية بعدد من العواصم الغربية الكبرى والفاعلة في المشهد الدولي، بجانب اتصالاته بالقادة العرب، ذر فيها من مخططات إسرائيل وجرائمها بحق المدنيين الفلسطينيين من قتل للأطفال والشيوخ العزل وتجويع لم تعرف البشرية لها مثيلا.
كما دعا جلالته إلى ضرورة استمرار دعم الأونروا لإغاثة مليوني فلسطيني بغزة، مع تأكيده على ضرورة الوقف الدائم لإطلاق النار بقطاع غزة.
كما عملت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بجمع التبرعات لإغاثة إخوتنا في غزة.
وقد ترجم الملك عبد الله مواقفه السياسية والإنسانية بحق شعب غزة في مواقف عملية على الأرض، بكسر الحصار، كما تجلى في مشاركته في أحد الإنزالات الجوية لتقديم المساعدات لغزة، هو يرتدي زيا عسكريا، على متن طائرة عسكرية في مهمة لسلاح الجو الأردني، إنزال إمدادات طبية عاجلة إلى المستشفيات الميدانية التي يديرها الأردن بالقطاع، كما شاركت الأميرة الشجاعة سلمى، ابنة عاهل الأردن، بصفتها طيارة في سلاح الجو الأردني، في عملية إنزال جوي في ديسمبر الماضي.
وتولت عمليات كسر الحصار بإرسال مستشفى ميداني جديد في غزة، وإرسال المساعدات الإنسانية الإغاثية للقطاع برا وجو، ونفذ الأردن أكثر من 12 عملية إنزال جوي للمساعدات الطبية، منها اثنتان بالتعاون مع القوات الجوية الفرنسية والهولندية.
وجهود الأردن في رعاية مرضى غزة هو حق وواجب وطني أصيل قام به الأردن بكل حب ورحمة وتضامن، حيث فتح أبوابه لعلاج المصابين بالسرطان من قطاع غزة، الذين أُجْلُوا، لتلقي العلاج في الأردن، وكذلك المرضى المحولين من القطاع لتلقي العلاج في مركز التأهيل الملكي.
من جهتها، بذلت جلالة الملكة رانيا العبد الله، جهودا مخلصة لكشف ما يواجهه الشعب الفلسطيني المحاصر من وحشية واعتداء وتجويع وإبادة وفضح هذه الجرائم للرأي العام العالمي لحفزه على تبني الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني للعيش بسلام على أرضه، ذلك مقابلاتها الإعلامية مع محطات التلفزة العالمية.
ومشاعر سيدنا أبو حسين من بداية الاعتداءات الغاشمة والإبادة الجماعية لأهلنا في غزة كانت واضحة لكل من يعرفه جيدا بطيبة القلب والحنية التي ترجمها صدق مواقف الملك الفعلية في نصرة أهل غزة ومساندتهم قلبا وقالبا.
الملك بدوره واصل هز الضمير العالمي خلال الأسبوع بـ 3 لقاءات جدد وتأكيده على وقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وشدد على منع تهجيرهم، لال لقاءاته بعمان مع وفد مجلس الشيوخ الأمريكي ورئيسيّ مجلسي الوطني الإماراتي والشعبي الوطني الجزائري.
والدبلوماسية الأردنية بقيادة الملك عبد قد نجحت بدورها في إقناع إسرائيل بالسماح لبرنامج الأغذية العالمي لإرسال مساعدات إلى غزة من خلال طريق بري يبدأ من أراضيه، مما ساعد على تخفيف الضغط على معبر رفح الحدودي الرئيسي.
ولأن استمرار قتل وحصار وتجويع الغزاوية فجيعة لا يقبلها إنسان، ولها مخاطرها الأمنية والسياسية وعواقبها الوخيمة على منطقة الشرق الأوسط، فإن الملك عبد الله بخبرته السياسية العميقة قد أكد ضرورة تبني حل الدولتين كضمان وحيد للسلام في المنطقة، وذلك في مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
إن تبني الملك عبد الله مساندة الشعب الفلسطيني المحاصر بالقول والفعل والعمل، ينطلق من منطق الإيمان بالحق والعدل والرحمة ومعاني الفروسية والشهامة والإنسانية التي يمتع بها جلالة الملك من أخلاق كريمة موروثة من أصله الهاشمي سليل بيت رسول الله. هذه الأخلاق، قد عاشها الشعب الأردني، وسار على نهج قائدهم في نصرة أهل غزة، فانطلقوا في مسيرات حاشدة تضم كافة الأطياف الشعبية والحزبية بالعاصمة عمان للتنديد بالعدوان الإسرائيلي المستمر بحق شعب غزة والضفة الغربية.
والحس السياسي الواعي لشعب الأردن والإنساني المرهف جعلها عبر مسيرتهم يستنكرون استخدام الولايات المتحدة المتكرر لحق النقض الفيتو)، والذي يعرقل الجهود الدولية والعربية الساعية لتبني قرار بمجلس الأمن الدولي، وقف العدوان على الفلسطينيين ووقف الحرب الدائرة حقنا لدماء الأبرياء.
ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تحمل شعارات تعبر عن الغضب إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة.
مسيرات الشعب الأردني لنصرة غزة والضفة الغربية التحمت مع مواقف ملكهم المشرفة في دعم وكسر الحصار، وأبرزت هذه المسيرات الشعبية أيضا وقوفها خلف الملك عبد الله في إصراره على دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع وتوصيل الإمدادات الغذائية العاجلة لإنقاذ شعب غزة من الموت جوعا ولطالما عبر التاريخ كان الأردن سباقا، وفي بعض الأحيان كان وحيدا في الدفاع عن القضية الفلسطينية على أرض الوطن بتبني القضية وتبني أبنائها وإعطائهم كافة الحقوق التي لا تفرق عن المواطن الأردني بكل حب وشهامة وحفظ كرامة كما طالما دافعت القيادة الأردنية عن الأماكن المقدسة في فلسطين، وكان الأردن قيادة وشعبا جنديا مراقبا لكل ما يحصل في فلسطين كبيره وصغيره
وطالما امتزجت دماء الشهداء الأردنيين بتراب فلسطين الحبيبة في معارك ضد العدو المحتل.