حول الباحثون انتباههم إلى مركبات أوليوروبين (OLE) وهيدروكسيتيروسول (HT) الموجودة في زيت الزيتون لاستكشاف شامل للعلاجات المحتملة للورم الأرومي العصبي.
والورم الأرومي العصبي هو ورم ينتشر خارج الجمجمة لدى الأطفال، ويُعرف بتكرره بفعل مقاومته للأدوية.
وبحسب تقرير نشره موقع "نيوز ميديكال"، تتعمق المراجعة في الإمكانات العلاجية لهذه المركبات، بهدف مواجهة التحديات التي يفرضها الورم وتعزيز نتائج العلاج.
ويمثل الورم الأرومي العصبي، الذي ينشأ من الأنسجة العصبية، تحديًا كبيرًا في علاج أورام الأطفال بسبب ميله إلى التكرار ومقاومته للعلاجات التقليدية.
وبحثًا عن طرق بديلة، لجأ الباحثون إلى "OLE" و"HT"، وهي مركبات متوفرة بكثرة في زيت الزيتون وتشتهر بخصائصها المضادة للأكسدة.
ووفق التقرير، لا تعد هذه المركبات ذات سُمّية أقل فحسب، بل تستغل أيضًا فوائد الوقاية من السرطان المرتبطة بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.
وتؤكد مراجعة علمية أهمية إجراء المزيد من الدراسات والتجارب السريرية على الجسم الحي لتأكيد الفعالية العلاجية وسلامة "OLE" و"HT" في حالات الورم الأرومي العصبي.
وينبع تعقيد الورم الأرومي العصبي من التغيرات الجينية المتنوعة، مع نتائج إيجابية غالبًا ما ترتبط بتغيرات الكروموسوم الكاملة والتشخيصات الضعيفة المرتبطة بالشذوذات القطاعية مثل تضخيم جين "MYCN"، الذي يلعب دورًا مهمًا في تطور الخلايا والتمايز والنمو، إذ يؤدي خلل تنظيم هذا الجين إلى تعزيز سلوكيات الورم العدوانية، ما يعقد استراتيجيات العلاج.
ويلعب الإجهاد التأكسدي دورًا محوريًا في تطور الورم الأرومي العصبي، حيث تؤدي المستويات العالية من أنواع الأكسجين التفاعلية إلى تلف الخلايا، بحسب التقرير.
وأظهرت استراتيجيات مضادات الأكسدة نتائج واعدة في الحد من تكاثر خلايا الورم الأرومي العصبي، مما يسلط الضوء على إمكانات مضادات الأكسدة في علاج الورم.
وتظهر "OLE" و"HT" كمركبات متعددة الأوجه ذات أدوار بيولوجية متنوعة، إذ يوفر "OLE"، المركب الفينولي السائد في الزيتون، تأثيرات مضادة للالتهابات وواقية للأعصاب، وأثبت قدرته على تثبيط نمو الخلايا السرطانية.
أما "HT"، المشتق من "OLE"، فيتميز بخصائص قوية مضادة للأكسدة، حيث أظهر نتائج واعدة في الوقاية من السرطان عن طريق قمع مواد الأكسدة.
ورغم التوافر البيولوجي المنخفض لهما، فإن "OLE" و"HT" يعدان جزءًا لا يتجزأ من حمية البحر الأبيض المتوسط، ما يؤكد بشكل أكبر فوائدهما الصحية المحتملة.
وكشفت الدراسات المختبرية عن التأثيرات القوية لـ "OLE" و"HT" ضد خلايا الورم الأرومي العصبي، بما في ذلك انخفاض قابلية الخلية لخلايا الورم، وانتشارها وتحريض موت الخلايا المبرمج.
وبالرغم من أن ترجمة هذه التأثيرات إلى سياقات الجسم الحي واعدة، إلا أنها تمثل تحديات بسبب ضعف التوافر البيولوجي، حيث ألمحت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى قدرة "OLE" على تثبيط نمو الورم وانتشاره، ما يؤكد الحاجة إلى مزيد من الأبحاث الخاصة بالورم الأرومي العصبي.
وقال تقرير الموقع إن دمج مضادات الأكسدة مثل "OLE" و"HT" مع العلاجات التقليدية، يبشر بتعزيز فعالية العلاج مع تقليل الآثار الضارة.
ورغم المخاوف بشأن احتمال تقليل فعالية العلاجات، مثل العلاج الإشعاعي، فإن الاستخدام الاستراتيجي لمضادات الأكسدة يمكن أن يخفف من الإجهاد التأكسدي الناجم عن عوامل العلاج الكيميائي، وبالتالي تحسين نتائج المرضى.