في ذكرى معركة الكرامة التي تصادف اليوم الخميس، يجمع القاصي والداني على أنها تُمثّل نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أحرز فيها الجيش العربي النصر الأول على الجيش الإسرائيلي الذي وصف بأنه 'لا يقهر' فقهرته الإرادة الأردنية في أغوار الكرامة وباءت مقاصده الخبيثة بالهزيمة والفشل.
فقد جسّدت معركة الكرامة معاني البطولة والشجاعة التي تحلّت بها القيادة الهاشمية والقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، فكانت نتيجتها هزيمة نكراء لحقت بالجيش الإسرائيلي وانسحابه من أرض المعركة، بعد أن بلغت خسائره نحو 250 قتيلاً و450.
و في ذات السياق ، نعيش هذه الأيام غمرة الاحتفالات بمناسبة عزيزة على قلوبنا الا وهي ذكرى معركة الكرامة الخالدة التي سطر خلالها نشامى الجيش العربي المصطفوي اروع البطولات والانتصارات على ثرى الوطن الطهور حيث تحوم ارواح الشهداء في فضاءات الاردن فوق سهوله وهضابه وغوره وجباله ، فتسلم على المرابطين فوق ترابه الطهور ويتفتح دحنون غور الكرامة على نجيع دمهم الزكي. كذلك فقد كان يوم الكرامة هو يوم الجندي الاردني الذي جسد خلاله قوة وصلابة الجيش العربي بحيث اصبح صمود الجيش العربي في معركة الكرامة بمثابة نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الاردني الشجاع. ان معركة الكرامة كتبت تاريخ هذه الأمة وتاريخ الجيش العربي بحروف من ذهب فهي اكبر من كل الاحتفالات فهي معركة اعادت الى الامة احترام الذات والنصر الذي حققه جيشنا العربي الباسل في هذه المعركة جاء في وقت كنا فيه بأمس الحاجة الى وقفة كلها شرف واباء وكانت معركة الكرامة اول نصر مبين يحققه جيشنا العربي. في هذه الذكرى الغالية نرفع الأكف تضرعا لله العلي القدير أن يحفظ هذا الوطن قيادة وأرضا وشعبا.