لا تزال تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا تثير الجدل، ولا سيما بعد الوعيد الروسي في حال اتخاذ تلك الخطوة.
ورد ماكرون في وقت سابق، عند سؤاله حول إمكانية إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا قائلا: "واجبنا هو الاستعداد لجميع السيناريوهات"، محذرا من أنه "لا ينبغي استبعاد أي شيء"، بحسب صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.
وفي التفاصيل، طرحت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عدة سيناريوهات لهذا التدخل على لسان محللين غربيين على النحو التالي:
السيناريو الأول: إنشاء مصانع فرنسية في أوكرانيا
إنشاء فرنسا مصانع أسلحة، سواء للإنتاج أو للصيانة في حالة التشغيل، في أوكرانيا، ووقعت شركة "بي إيه إي سيستمز" البريطانية عقدًا لإنتاج الأسلحة الصغيرة، وخططت شركة Rheinmetall الألمانية لإنشاء مصنع لإصلاح الدبابات.
ولدى الجيش الفرنسي هيكل للحفاظ على معداته في حالة تشغيلية، ومع ذلك، من المرجح أن يتم إنشاء المصانع، مثل شركة BAE وRheinmetall، من قبل المدنيين.
من جانبه، قال الجنرال فرانسوا شوفانسي، مستشار الجغرافيا السياسية، والمتخصص في علوم المعلومات والاتصالات:"لدي شكوك كبيرة حول مثل هذا المشروع، مضيفاً: "ستكون عقود التأمين مرتفعة للغاية بحيث تجعل تنفيذها غير محتمل".
وستمثل هذه المصانع، التي تنتج معدات ذات قيمة عالية جدًّا، هدفًا رئيسًا للجيش الروسي. وأكد المصدر العسكري أن "نتائج عملية الزرع لن تؤتي ثمارها إلا بعد عدة أشهر".
وبالتالي فإن المصانع في دولة مجاورة، ولكنها عضو في حلف شمال الأطلسي، من الممكن أن تكون أكثر كفاءة، ومن المؤكد أن "الضربة السياسية" ستكون أقل.
جاء ذلك بعد أن قال وزير الخارجية الفرنسي سيباستيان ليكورنو، في تصريحات لقناة "إر.إم.سي" الفرنسية، إن باريس تدرس إزالة الألغام وتدريب الجنود الأوكرانيين على أراضيهم".
كما يتم بالفعل تدريب الجنود الأوكرانيين في فرنسا وبولندا على يد الجيش الفرنسي، وسيكونون على أرضهم.
ونقلت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عن مصدر عسكري قوله: "إنه أمر ممكن من الناحية الفنية، لكن علينا أن نتساءل عما إذا كان هذا التدريب سيسرع من انخفاض سقوط عدد القتلى من الجانب الأوكراني؟
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 21 فبراير/شباط في قصر الإليزيه وفقًا لصحيفة "لوموند": "على أي حال، في العام المقبل، سأضطر إلى إرسال رجال إلى أوديسا".
وأوضحت صحيفة "لوكانارد أونشيني"، أن ماكرون يخشى ارتفاع أسعار الحبوب وامتداد الصراع نحو مولدوفا في حالة الغزو الروسي لميناء أوديسا.
وشكلت موانئ أوديسا الثلاثة 64.8% من إجمالي الصادرات و67% من الواردات الأوكرانية في عام 2019، مرت عبره 91.4 مليون طن من البضائع، بالإضافة إلى ذلك، فهي تسمح بتصدير الحبوب الضرورية لتجنب المجاعة العالمية.
في هذا السيناريو، ستذهب فرنسا لإغاثة الجنود الأوكرانيين في المناطق المحررة، مثل الحدود البيلاروسية أو خيرسون أو خاركيف، وهذا من شأنه أن يرسل إشارة إلى الروس لإثنائهم عن المضي قدمًا.
من جهته، قال العقيد السابق في الجيش الفرنسي، ميشيل جويا، "إن عملية توفير ملاذ آمن في قلب أوكرانيا هي حاليًّا حلم بعيد المنال".
وأضاف: "سيتم نشر القوات تحت السلطة الأوكرانية لضمان مهمة حماية المنطقة. وفي هذه الحالة، يجب أيضًا إعلان منطقة حظر الطيران".