يعد الإجهاد العصبي والنفسي من أبرز الإشكالات التي يعاني منها الصائم بشكل عام، فتغير العادات الغذائية والسلوكية يعد العامل الأساسي للوصول إلى هذه المرحلة، فكيف نتداركها ونخفف منها؟.
يقول طبيب الأمراض الباطنية الدكتور فارس الصمادي، إن وصول الصائم للإجهاد النفسي والعصبي يعود لتغيّر الروتين وعدد ساعات الصيام، بالإضافة إلى التدخين والكافيين.
وأضاف: "الدماغ هو المتحكم الرئيسي في النظام العصبي والنفسي، فإذا استطعنا الوصول لنظام غذائي متوازن، وتعويض كمية السوائل والغلوكوز، فإننا سنجد تغييرا في صيامنا بشكل مريح ومرن".
وشدد الطبيب على أهمية شرب الماء لتفادي الجفاف والعطش الذي يؤثر على الحالة النفسية واستقرارها، وضرورة شرب ما لا يقل عن 8 إلى 10 أكواب من الماء، موزعة بين وجبتي الإفطار والسحور.
وتحدث الصمادي عن أهمية وجبة السحور، مبينًا أنها لا بد أن تحتوي على البروتينات والألياف والكربوهيدرات المعقدة؛ كي تساعدنا في تدارك الجوع والعطش خلال فترة الصيام، وبالتالي نضمن إجهادا أقل.
وتابع: "سبب رئيسي يؤدي للإجهاد العصبي والنفسي هو اعتيادنا في الأيام العادية على شرب كميات كبيرة من الكافيين، ونقصها في رمضان يؤدي لتغيير الحالة النفسية والمزاج، بحسب الصمادي.
ونصح الطبيب بتأجيل أخذ الكافيين بعد الإفطار بساعات؛ كي يتعود الجسم على تقليل الكمية، وأخذه، إذا كان لا بد منه، عند وجبة السحور.
كما لفت إلى أن تغيّر الساعة البيولوجية في رمضان، من ناحية النوم المتقطع والسهر، لها دور كبير في عدم استقرار الجسم والمزاج، مؤكدا ضرورة أخذ ساعات كافية من الراحة وتجنب التوتر والعصبية.
وختم الطبيب الصمادي بأن "شهر رمضان فترة مؤقتة تمر على الصائم، سيعاني خلالها أوقاتًا من العصبية والتوتر، وللشعور بالصيام الحقيقي لا بد من تنظيم اليوم والغذاء، والأهم تهذيب النفس ومحاولة استغلال الشهر بصحبة العائلة؛ لما له من دور كبير في تحسين الحالة النفسية".