أكد تقرير نشره موقع very well health أن فهم دور التدخلات الغذائية، مثل: عصير البرقوق، في علاج الإمساك، الذي يصيب نحو 20% من الأفراد في جميع أنحاء العالم، أمر بالغ الأهمية.
وينتشر الإمساك بشكل أكبر بين الإناث والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 64 عامًا، ويمكن تعريفه بأنه حركات الأمعاء البطيئة والصعبة، ما يؤثر بشكل كبير على صحة الفرد ونوعية حياته.
ويوفر عصير البرقوق، المشتق من البرقوق المجفف، مصدرًا مناسبًا وقويًّا للعناصر الغذائية الأساسية، كما يشتهر بتأثيره المفيد على صحة الجهاز الهضمي، إذ إنه غني بالألياف والبوليفينول والسوربيتول، التي تسهم مجتمعة في تخفيف الإمساك نتيجة خصائصها العلاجية.
وتحتوي الحصة النموذجية من أونصة سائلة واحدة من عصير البرقوق على نحو 26 غرامًا من الماء، و5.6 غرامًا من الكربوهيدرات، و0.32 غرامًا من ألياف البكتين، التي تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز انتظام الجهاز الهضمي. رغم أن عصير البرقوق يخضع للمعالجة والترشيح، فإنه يحتفظ بجزء كبير من محتواه من الألياف، وإن كان أقل من البرقوق الكامل.
وللألياف والسوربيتول والبوليفينول الموجودة في عصير البرقوق تأثيرات إيجابية على وظيفة الأمعاء، فالسوربيتول، وهو كحول سكري متوفر بكثرة في البرقوق، يسهل حركات الأمعاء عن طريق سحب الماء إليها. أما مادة البوليفينول فتحفز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، ما يزيد من صحة الجهاز الهضمي وانتظامه.
ويدعم العديد من الدراسات فعالية البرقوق، سواء في شكله الكامل أو كعصير، في علاج الإمساك، اذ تشير الأبحاث إلى أن الاستهلاك اليومي من البرقوق يؤدي إلى تحسينات كبيرة في وتيرة عملية الإخراج واتساقها مقارنة بالعلاجات التقليدية، مثل: قشر السيليوم. بالإضافة إلى ذلك، أثبتت التجارب فاعلية عصير البرقوق في تعزيز وظيفة الأمعاء وتخفيف أعراض الإمساك المزمن.
وتختلف الجرعة المناسبة من عصير البرقوق حسب العمر ومستويات التحمل الفردية. فبالنسبة للرضع، يمكن إعطاء عصير البرقوق المخفف تحت إشراف الطبيب لتخفيف الإمساك. وبالنسبة للأطفال والبالغين، يوصى بالاستهلاك المعتدل لعصير البرقوق، للحصول على أفضل النتائج. ومن المهم تقديم عصير البرقوق تدريجيًّا لتجنب الآثار الجانبية المحتملة مثل الإسهال والغازات.
في حين أن عصير البرقوق آمن بشكل عام لمعظم الأفراد، إلا أنه يجب مراعاة بعض الاحتياطات، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي الموجودة مسبقًا مثل متلازمة القولون العصبي أو مرض التهاب الأمعاء. بالإضافة إلى ذلك، على الأفراد الذين يعانون من حساسية تجاه عصير البرقوق أو مكوناته تجنب استهلاكه لمنع ردود الفعل السلبية. كما يُنصح باستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل دمج عصير البرقوق في النظام الغذائي، خاصة للأفراد الذين يتناولون أدوية محددة أو الذين يعانون مخاوف صحية أساسية.