حذرت أوساط سياسية إسرائيلية من أن اتخاذ قرار بتجنيد اليهود المتدينين المعروفين باسم "الحريديم" في الجيش قد يسقط حكومة بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
وسلطت الصحيفة الضوء على الضجة الكبيرة التي أحدثتها تصريحات كبير الحاخامات السفارديم في إسرائيل، يتسحاق يوسف، بعدما لوّح مهددًا أن "الحريديم"، "قد يغادرون البلاد" إذا تم تجنيدهم في الجيش.
وبحسب التقرير، فقد جاءت تصريحات يوسف لتزيد من حدة الجدل المتصاعد حول إعفاء طلاب العلوم الدينية، المستمر منذ عقود، من الخدمة العسكرية، مما أثار انقسامات في الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
ورأى رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، يوهانان بليسنر، أن "قضية تجنيد الحريديم يمكن أن تُسقط الحكومة"، التي شُكلت من ائتلاف مستقر نسبيا يضم 64 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي المؤلف من 120 مقعدًا.
واعتبر بليسنر في الوقت نفسه أنه "ليس لدى أي من أعضاء الحكومة مصلحة في إسقاطها".
وتسعى حكومة نتنياهو إلى رفع مدة الخدمة الإلزامية من 32 شهرًا إلى 36 شهرًا، إلى جانب البحث عن حل لإنهاء إعفاء "الحريديم"، وهم اليهود المتدينون، من التجنيد.
ويُلزم القانون كل إسرائيلي أتم الثامنة عشر عامًا بالتجنيد الإلزامي لمدة 32 شهرًا، وللنساء 24 شهرًا، بمن فيهم أبناء الطائفة الدرزية الذين فُرض عليهم قانون الخدمة منذ العام 1956.
ويعفي القانون طلاب المدارس الدينية "الحريديم" من التجنيد، إلى جانب عرب إسرائيل (عرب 48)، باستثناء المتطوعين.
وترفض الأحزاب العلمانية الأساسية: حزب "هناك مستقبل"، و"الوحدة الوطنية"، و"إسرائيل بيتنا"، استمرار إعفاء "الحريديم" من الخدمة الإلزامية في الجيش، وأيضًا وزير الدفاع يوآف غالانت.
وقال يوسف، الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل حزب شاس الديني، ثاني أكبر أحزاب الائتلاف الحاكم: "إذا أجبرونا على الذهاب إلى الجيش، فسننتقل جميعًا إلى الخارج".
وأضاف: "على الحكومة أن تعرف بأن دراسة وصلوات طلاب المعاهد الدينية هي ما تمنح الحماية للجيش".
ووفق ما ذكرت الصحيفة البريطانية، تشكل طائفة "الحريديم" ثُمن سكان إسرائيل، ومن المتوقع أن تمثل الربع بحلول عام 2050، وترفض انضمام الشباب إلى الجيش على خلاف بقية المجتمع الإسرائيلي، كون الخدمة العسكرية إلزامية لمدة 24 شهرًا.
لكن حسب "فاينانشال تايمز"، فإنه مع خوض إسرائيل لأطول حرب لها منذ تأسيسها عام 1948، أثارت تعليقات يوسف انتقادات من الحلفاء والمعارضين على حد سواء.
وكشفت عن التوترات المتصاعدة بشأن هذه القضية في ائتلاف نتنياهو، الذي يضم الأحزاب الدينية مثل شاس، وعسكريين سابقين مصممين لإلغاء الإعفاء.