أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو وافق على جولة جديدة من محادثات الهدنة ستجرى في "الأيام المقبلة" عبر الوسطاء مع حركة حماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن بمعتقلين فلسطينيين لدى إسرائيل.
وجاء في بيان للمكتب أنه "بناء على ما ورد عن مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، وَجب التوضيح أن رئيس الوزراء تحدث مع مدير الموساد ومدير جهاز الأمن العام (الشاباك)، ووافق على الجولة التالية من المحادثات - في الأيام المقبلة - في الدوحة والقاهرة، مع توجيهات للمضي قدماً في المفاوضات"، بحسب "فرانس برس".
وغادر الوفد التقني الإسرائيلي الدوحة يوم الثلاثاء، ووصل طرفا المفاوضات إلى طريق مسدود، رغم أنه كان يعول عليها باعتبارها مساراً منفصلاً عن قرار مجلس الأمن الذي طلب وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة.
وحمَّلت حماس نتنياهو مسؤولية إفشال المفاوضات، وقالت إنها أبلغت الوسطاء بتمسكها بالرؤية التي قدمتها في 14 مارس/ آذار الجاري.
وتتضمن هذه الرؤية 4 نقاط رئيسة هي: وقف إطلاق النار الشامل، انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، عودة النازحين، تبادل حقيقي للأسرى.
وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 فلسطيني، وتقدر وجود نحو 134 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت حماس مقتل 70 منهم في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلَّفت عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، الإثنين، بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قالت إن محادثات وقف إطلاق النار في غزة تهدد بقاء حكومة بنيامين نتنياهو، الذي كان معروفاً بلقب "الساحر" لقدرته على التحرر من المعضلات السياسية.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن حكومة نتنياهو تعاني من انقسامات داخلية، فيما هناك قلق عام في إسرائيل إزاء الحرب المستمرة دون تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن، ولجوء عائلات الرهائن إلى بايدن للضغط على الحكومة لقبول الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى تراجع شعبية نتنياهو، وعودة المظاهرات لتملأ شوارع إسرائيل من جديد للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن وإجراء انتخابات جديدة.
كذلك يواجه نتنياهو تهديدات من داخل ائتلافه الحاكم بإسقاط حكومته في حال قبول صفقة إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين، بناءً على طلب حماس، ولم ينج من الصراعات داخل حكومته الحربية، وفقا للصحيفة.
وقالت الصحيفة إنه مما زاد من الضغوط على نتنياهو، إصدار محكمة العدل العليا، يوم الخميس، حكما مؤقتا لمنع الحكومة من تمويل رواتب بعض طلاب المدارس الدينية اليهودية المتطرفة ابتداء من يوم الإثنين، وهي القضية التي قد تؤدي لانهيار الائتلاف اليميني المتطرف.
ونوّه مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إلى أن هدف نتنياهو المتمثل في تحقيق النصر الكامل أصبح بعيد المنال بشكل متزايد، بغض النظر عن استمرار الحرب من عدمه.