شهد الريال الإيراني انهياراً كبيراً أمام العملات الأجنبية بشكل غير مسبوق، مع شرارة الأخبار السياسية وتداعيات الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وبلغ سعر الدولار الأمريكي الواحد حتى اليوم الجمعة، رغم تعطيل أغلب مراكز الصيرفة، 650 ألف ريال إيراني، فيما بلغ سعر اليورو 701 ألف ريال، وبلغ سعر الجنيه الإسترليني 820 ألف ريال؛ ما أثّر على سوق الذهب والسيارات في البلاد.
وكان سعر الدولار قبل التوتر مع إسرائيل 600 ألف ريال إيراني في الأسواق الحرة بطهران.
وأشارت صحيفة "دنياي اقتصادي" الإيرانية، في تقرير لها أمس الخميس، إلى إمكانية وصول سعر الدولار نحو مليون ريال إيراني في المستقبل القريب.
وتوقع الخبير الاقتصادي، بروز حق شناس، مواصلة صعود الدولار حتى نهاية أبريل/نيسان الجاري، في ظل التوترات السياسية الحاصلة في المنطقة.
ويقيم شناس احتمالية رد فعل إيران على الهجوم الإسرائيلي على أنه سبب الارتفاع السريع بالأسعار في السوقين المهمين للعملة والذهب.
وقال: "بسبب الحالة المهتزة لاقتصاد البلاد، فإن أي رد فعل من إيران يمكن أن يزيد من سعر العملة ويخلق اضطرابات في الأسواق الأخرى في البلاد".
وحدد بعض الخبراء ارتفاع سعر الدولار بالتزامن مع حلول العام الإيراني الجديد؛ بسبب استمرار العقوبات الدولية وعجز الموازنة الحكومية، كما أن التوتر بين طهران وتل أبيب عامل آخر في انهيار العملة الإيرانية.
وقدّر الخبير في شؤون الصيرفة وبيع المجوهرات نادر بذر أفشان، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن يصل سعر الدولار بحدود 700 ألف ريال، منوهاً "أنه من الممكن أن يصل سعر الدولار إلى مليون ريال في النصف الثاني من العام الجاري، كما تشير بعض وسائل الإعلام التابعة للحكومة".
وعن سبب هذا الارتفاع في سوق العملات الأجنبية، أوضح أفشان أن "أغلب هذا الارتفاع يعود إلى وجود عجز كبير في الموازنة لدى الحكومة".
وأبدى استغرابه من صمت حكومة إبراهيم رئيسي تجاه ما يحدث في سوق العملات، وقال: "لا إبراهيم رئيسي ولا أي من المديرين الاقتصاديين لحكومته، منذ يوم الثلاثاء الماضي، عندما انخفضت قيمة العملة الوطنية الإيرانية مرة أخرى، تفاعلوا مع هذا الحدث. وقد أصبح الوضع الاقتصادي أكثر خطورة".