منذ أن أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مارس الماضي، قدرته على جمع الرئيسين الروسي والأوكراني معا، وإخبارهما بما يجب عليهما القيام به لإنهاء الحرب، والتساؤلات تطرح حول خطة ترامب الخفية لحل الأزمة الأوكرانية.
وكرر ترامب مرارا قدرته على إنهاء الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، مؤكدا أن الحرب ما كانت لتندلع لو كان في السلطة بدلا من الديمقراطي جو بايدن.
صحيفة واشنطن بوست، كشفت في تقرير حديث لها، عن فحوى خطة ترامب الخفية لحل الأزمة الأوكرانية، حيث نقلت على لسان مصادر شديدة الاطلاع على خطة ترامب، إن الأخير ينوي في حال صعوده للبيت الأبيض، الضغط على أوكرانيا كي تقبل التخلي عن بعض الأراضي لإحلال السلام وإنهاء الحرب.
وأكد أشخاص قالت الصحيفة الأمريكية، إنهم ناقشوا مع ترامب ما يدور بخلده بشأن الخطة، أنه ينوي الضغط على أوكرانيا للتنازل عن جزيرة القرم رسميا لروسيا، إضافة إلى إقليم دونباس شرق أوكرانيا.
ورأى خبراء في خطة ترامب، مكافأة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتشجيعا له على سياسة التوسع التي تعمل إدارة بايدن على مواجهتها وكبح جماحها.
وفيما لم تذكر المصادر، ما الذي ستجنيه أوكرانيا بالتحديد مقابل تخليها عن أراض لها لصالح روسيا، إلا أن إحلال السلام وإنهاء الحرب والتعهد بعدم التدخل، يبقى الخيار الذي لا يمكن رفضه من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ومما يعزز ما كشفت عنه المصادر بشأن خطة ترامب، تصريحات للرئيس الأمريكي السابق، أشار فيها إلى أن طرفي النزاع يريدان حفظ ماء الوجه، كما أن هناك أُناسًا في مناطق أوكرانية يريدون حقا أن يكونوا مواطنين روسًا.
وكما هي التصريحات، كانت الأفعال، فترامب يقوم بعمل جهيد من أجل عرقلة أي مساعدات إضافية تنوي الولايات المتحدة الأمريكية إرسالها إلى أوكرانيا، عن طريق رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون.
وقد يكون تعيين بول مانافورت، مستشارًا لحملة ترامب الانتخابية، خدمة لخططه بشأن أوكرانيا، فهذا الرجل كان ضالعا في اتفاقية السلام الأوكرانية، التي كانت مدخلاً لضم أراضٍ في شرق أوكرانيا إلى روسيا، كما كان على علاقة وثيقة بالرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.
ويأتي الكشف عن خطة ترامب، بالتزامن مع تسريبات حول صفقة سرية لحل الصراع الروسي الأوكراني.
وبدأت مجموعة من الخبراء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ببحثها بحسب ما كشفت عنه صحيفة "لاربابليكا" الإيطالية.
وتتضمن الخطة طرح ترامب نفسه، وهو إعطاء موسكو إقليم دونباس وشبه جزيرة القرم بشكل كامل، ولكن مقابل ضم كييف لحلف الناتو، وهو الجزء المفقود في صفقة ترامب.