قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن قنابل روسيا الانزلاقية غيّرت وجه الحرب في أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن ثمة حاجة ملحة إلى قيام الحلفاء الغربيين بتقديم المزيد من الدعم العسكري، بما في ذلك الأسلحة والدفاعات الجوية والذخيرة، لمساعدة أوكرانيا على التصدي للتأثير المدمر لهذه القنابل.
ويصل وزن القنبلة الواحدة إلى 1500 كيلوغرام، وهي تعرف باسم "مدمرة المباني".
ووفق التقرير، تشكل هذه المتفجرات المجنحة، بقوتها التفجيرية الكبيرة وقدرتها على الإطلاق من مسافات تصل إلى 40 كيلومترًا، تهديدًا خطيرًا للمدن والبلدات الحدودية الأوكرانية.
وتعرضت مدن مثل خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، للقصف بالقنابل المنزلقة، وكذلك البلدات الحدودية في مناطق مثل شمال شرق سومي.
وأسقطت روسيا المئات، وربما الآلاف، من هذه القنابل في الأسابيع الأخيرة، حسبما قال وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا".
ووفق الصحيفة، فإن أسباب التقدم الروسي الأخير في دونيتسك متعددة الأوجه – حيث تواجه أوكرانيا نقصاً في الأسلحة والذخيرة مع تباطؤ الحلفاء الغربيين في تجديد التمويل والمساعدات العسكرية – لكن الرؤوس الحربية من طراز (فاب 1500) المعدلة حديثاً في موسكو تسبب كثيراً من الضرر.
وأضافت أنه بينما تستخدم أوكرانيا أيضاً قنابل موجهة شبيهة بقنابل( فاب-1500)، وتعرف باسم نظام ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAM)، لكن إمدادات الأسلحة الأميركية الصنع الى اوكرانيا أقل بكثير.
ومن جانبه، وصف جون فورمان، الملحق الدفاعي السابق للمملكة المتحدة في موسكو، قنابل فاب الروسية بأنها أقل فاعلية من نظيرتها الأمريكية الصنع المعروفة باسم نظام ذخائر الهجوم المباشر المشترك "JDAMs".
واستطرد فورمان: "لكن القنابل الروسية أرخص بكثير ومتاحة بسهولة أكبر للقوات الروسية مقارنة بنظيرتها الأميركية والتي لا تتوفر بشكل كافي لأوكرانيا".
وبحسب "الإندبندنت"، فإن الرؤوس الحربية الروسية (فاب-1500) هي نسخة معدلة من قنابل فاب التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، ولكن تم ادخال تعديلات عليها حيث تم تزويدها بأجنحة تسمح لها بالطيران نحو هدفها، ومن ثم تحويلها إلى متفجرات موجهة لها تأثير انفجاري كبير، على عكس المتفجرات غير الموجهة.
وتعد (فاب 1500)، الطراز الأحدث من هذه القنابل، وتحوي القنبلة على 675 كغم من المتفجرات، ويمكن إطلاقها من مسافة تراوح ما بين 40 كيلومتراً و70 كيلومتراً من هدفها، ويبلغ نصف قطرها التدميري 200 متر.
وفي الأثناء، سلطت الصحيفة الضوء على الضرر النفسي الذي تسببه هذه القنابل للجنود الأوكرانيين، الذين يصفون تأثيرها بـ "الجحيم" بعينه، فضلا عن كونها تنال من معنويات الجنود إلى درجة كبيرة، كما تقدم ثلاث تفسيرات وراء كون قنابل (فاب-1500)، مميتة للغاية على الخطوط الأمامية الأوكرانية:
أولاً، تأثيرها الانفجاري الكبير: تتمتع هذه القنابل بتأثير انفجاري كبير مقارنة بالمدفعية والذخائر التقليدية التي تستخدمها أوكرانيا، وذلك بسبب حجمها ووزنها.
ثانياً، يمكن إطلاقها من مسافة نحو 40 كيلومترا، ما يعني أن أوكرانيا مجبرة على استخدام صواريخ اعتراضية بعيدة المدى لا تتوفر إمدادات كثيرة منها، وتتميز التعديلات المدخلة على هذه القنابل القديمة بتدني كلفتها.
ثالثاً، أن روسيا لديها القدرة على إنتاج مزيد من مجموعات القنابل الانزلاقية للقنابل القديمة من سلسلة فاب أكثر مما لدى أوكرانيا من قدرة على تجديد إمدادات ذخيرة صواريخها أرض جو من طراز سام (SAM).
وتطرقت الصحيفة إلى زيادة إنتاج روسيا من هذه المتفجرات المجنحة، مع تقارير تشير إلى زيادة كبيرة في تصنيع ونشر هذا النوع من القنابل على نطاق واسع.
وأعرب المسؤولون العسكريون الأوكرانيون عن مخاوفهم بشأن الاستخدام المتزايد لهذه القنابل، التي لا تستهدف مواقع الخطوط الأمامية فحسب، بل تستهدف أيضًا الجنود المتراجعين ومواقع القيادة الخلفية.
وبين التقرير التأثير المدمر لقنابل فاب الروسية على بلدة "أفدييفكا" شرقي أوكرانيا.
وتابع: "في أعقاب استيلاء القوات الروسية على المدينة في منتصف فبراير الماضي، واجهت القوات الأوكرانية هجمات لا هوادة فيها، حيث تم إسقاط العشرات من تلك قنابل كل يوم ولمدة أسابيع، في حين أدى القصف إلى تدمير كامل للمباني والهياكل في أفدييفكا، ولم يبق أي منها على حاله مع دخول القوات الروسية للمدينة".
ومن جهتها، تحاول أوكرانيا التصدي لهذا التهديد بأفضل ما تستطيع، حيث زعمت القوات الجوية الاوكرانية أنها دمرت ما لا يقل عن 12 طائرة مقاتلة روسية قادرة على إيصال هذه القنابل خلال العمليات القتالية في الأسابيع الأخيرة.
وأمام صعوبة التعامل مع هذه القنابل بمجرد إطلاقها، تأمل كييف بتعطيل الطائرات التي تقوم بتسليمها في المقام الأول، غير أنه من الصعب التحقق من نجاح هذه المحاولات أو اخذها على محمل الجد كما يقول مسؤولون غربيون، على حد وصف الصحيفة.
وأردفت الصحيفة: "كما هو الحال مع أجزاء أخرى من خط المواجهة، فإن الإجابة الأوسع ستأتي من خلال مزيد من الدعم العسكري من حلفاء كييف، إذ يقال إن الولايات المتحدة تعمل على حزمة مساعدات عسكرية بينما لا يزال الكونغرس يكافح لتمرير مجموعة واسعة من الدعم تعرقلها الخلافات السياسية الداخلية".
وتابعت: "خلافا لاعتقاد المسؤولين الاوكرانيين بأن وصول طائرات F-16 الأمريكية الصنع سيحد من خطر هجمات القنابل الانزلاقية، يشكك بعض المحللين في فعالية الطائرات الأمريكية في تحسين قدرات اعتراض تلك القنابل على نحو كبير".
وختمت: "بدلا من ذلك، يقترح المحللون على أوكرانيا تعزيز دفاعاتها الجوية الأرضية أو الحصول على المزيد من الدعم العسكري من حلفائها".