بعد أحداث ٧ أكتوبر والذي كُتبَ بدم الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ غزة، فقد وصلت الأعداد إلى أكثر من ٣٤٠٠٠ شهيد و ٧٥٠٠٠ جريح حتى كتابة هذه السطور. ومن خلال تضحياتهم العظيمة يتغيّر الموقف العالمي.
ولقد بيّنت بعض الدراسات في الولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من ٥١ في المئة من أعمار الشباب ما بين ١٨ و ٢٤ سنة يؤيدون الفلسطينيين. وعلى منصة "تك توك" بلغ عدد الشباب حول العالم في مشاركاتهم دعمًا وتأييدًا إلى فلسطين نحو ٣١ مليار مشاركة، بينما مَنْ هم مع إسرائيل بلغ العدد ٥٠٩ مليون مشاركة خلال فترة محددة علما ان الكثير منهم لديه عدة مشاركات في اليوم. أي أن يقف مع فلسطين أكثر ٥١ ضعفًا من الذين يؤيدون إسرائيل في العالم هذا شي مذهل .
كما إنَّ ٨٣ في المئة من ما منشور على شبكات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة بين الشباب مؤيدًا لفلسطين.
والمستقبل يصنعه الشباب باذن الله، وهو يكون لصالح فلسطين. وهناك أسباب عدة قد تفسر لنا هذا التأييد الهائل من الشباب الأمريكي تجاه الفلسطيني، ومن بين هذه الأسباب:
1. الوعي الإنساني والعدالة الاجتماعية. يعتقد العديد من الشباب الأمريكي أن الشعب الفلسطيني يعاني حالة من الظلم والقهر والاحتلال، ويرون أنه من المهم دعم حقوق الفلسطينيين والعمل من أجل حل سلمي للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
2. تأثير وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. إذ يتعرض الشباب الأمريكي لتقارير وصور تظهر العنف والقمع الذي يتعرض له الفلسطينيون، وهذا يثير الاهتمام والتعاطف مع قضيتهم. كما يلعب التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تسهيل تناقل المعلومات والأحداث والصور حول الواقع الفلسطيني.
3. التأثير الثقافي والأكاديمي. يعمل العديد من الناشطين والأكاديميين والفنانين الأمريكيين على تسليط الضوء على الواقع الفلسطيني ونضال الشعب الفلسطيني، وهذا يؤثر على وجهة نظر الشباب ويدعم تأييدهم للقضية الفلسطينية.
4. القيم الاخلاقية . يؤمن العديد من الشباب الأمريكي بقيم العدالة وحقوق الإنسان، ويرى البعض أن دعم الفلسطينيين يتوافق مع هذه القيم. كما يتمتع الشعب الفلسطيني بدعم وتعاطف من قبل المجتمعات في الولايات المتحدة، خاصةً المجتمعات الشبابية التي تكرس جزءًا من إيمانها لدعم حقوق الفلسطينيين.
ويمكن للشباب العربي والأمريكي إتخاذ العديد من الخطوات للضغط على الحكومة الأمريكية للعمل على تحقيق حل سلمي وعادل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وذلك وفق ما يلي:
1. يمكن للشباب العربي والأمريكي الكتابة أو الاتصال بأعضاء الكونغرس والتعبير عن قلقهم بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وضرورة العمل على تحقيق حل سلمي وعادل للصراع، ويمكنهم طرح الأسئلة وتقديم الاقتراحات وطلب دعمهم في هذا الصدد.
2. يستطيع الشباب العربي والأمريكي المشاركة في الحملات والنشاطات التي تهدف إلى تعزيز العدالة ودعم حقوق الإنسان للفلسطينيين، وبمقدورهم الانضمام إلى منظمات وجمعيات محلية أو الاشتراك في الوقوف التضامني أو المظاهرات السلمية.
3. بإمكان الشباب العربي والأمريكي التعمق في فهم القضية الفلسطينية ونشر الوعي والمعرفة حولها، إضافة إلى المشاركة في مناقشات وندوات وكتابة المقالات والمدونات لتوضيح القضايا والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
4. بمقدور الشباب العربي والأمريكي الانضمام إلى المنظمات غير الحكومية، التي تعمل على تحقيق السلام والعدالة في الشرق الأوسط، وذلك من خلال العمل مع هذه المنظمات، ويعززوا الضغط على الحكومة الأمريكية للتحرك نحو تحقيق حل سلمي للصراع.
5. يمكن للشباب العربي والأمريكي إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي والتوعية حول القضية الفلسطينية، ومشاركتهم المعلومات والمقالات والصور والفيديوهات، التي تسلط الضوء على حقوق الإنسان والعدالة في المنطقة.
ويعتقد البعض أن الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني يتطلب المساواة واحترام حقوق الإنسان، وهذا يشمل حقوق الفلسطينيين في التقرير الذاتي وإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمان وسلام. ويعتقد الشباب العربي والأمريكي الذين يدعمون الحقوق الفلسطينية أن الحوار والتعاون البنّاء بين الأطراف المعنية يمكن أن يساهم في تحقيق حل سلمي ودائم.