هذه المقالة تقدِم نظرة عامة عن التحديات التي يواجهها الشباب بين الفزعة والانضمام إلى الأحزاب, وتسلط الضوء على دور الشباب في تحقيق التغيير في المجتمعات.
يشكل الشباب طاقة حية في أي مجتمع، فهم القادة المحتملين للمستقبل, والقوة الدافعة وراء التغيير والتطور.
ومع ذلك, فإن حياة الشباب في العديد من المجتمعات تتميز بتوترات كبيرة بين الرغبة في تحقيق التغيير والمسؤولية الاجتماعية, وهذا ما يجسد في مفهومي "الفزعة" و"الأحزاب".
الفزعة: تمثل الفزعة الاضطرابات والتحديات التي يواجهها الشباب في العالم اليوم, ففي ظل التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية السريعة, يجد الشباب نفسه مواجهاً لمجموعة من المشكلات المعقدة, بدءاً من نقص الفرص الاقتصادية إلى الصراعات الثقافية والهوية, هذه التحديات تخلق شعوراً بالعجز والإحباط بين الشباب, وتدفع البعض إلى البحث عن وسائل فعّالة للتعبير عن آرائهم والمشاركة في تغيير الوضع الحالي.
الأحزاب: تمثل الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية وسيلة للشباب لتحقيق تأثير أكبر في مجتمعاتهم, فالانضمام إلى الأحزاب يعطي الشباب فرصة للمشاركة في العمل السياسي المنظم وصنع القرار, وهو ما يعكس الرغبة في تحقيق التغيير من خلال النظام السياسي القائم, إلى جانب ذلك, توفر الأحزاب بنية تحتية ودعمًا للشباب الطموحين الذين يرغبون في تحويل رؤاهم إلى أفعال قائمة على الأرض.
ومع ذلك, فإن العلاقة بين الشباب والأحزاب ليست دائمًا سهلة, فالشباب يجدون أنفسهم في توتر بين تطلعاتهم وبين الواقع السياسي الحالي الذي قد لا يلبي توقعاتهم, يعاني البعض من الشعور بالاستنزاف والإحباط عندما يجدون أن العمل في الأحزاب السياسية لا يؤدي إلى التغيير الذي كانوا يأملون فيه, وقد يشعرون بأن أصواتهم تُهمش في ظل هيمنة السياسيين الأكبر سناً وأكثر تجربة.
على الجانب الآخر, يعتبر البعض أن الانضمام إلى الأحزاب خطوة ضرورية لتحقيق التغيير الذي يسعون إليه, إذ تمنحهم هذه الأحزاب والجمعيات السياسية الفرصة لبناء شبكات وعلاقات تساهم في تعزيز مشاركتهم وتأثيرهم في الساحة السياسية.
ويظل الشباب الذين يعيشون بين الفزعة والأحزاب هم ركيزة أساسية لتحقيق التغيير في المجتمعات, فعلى الرغم من التحديات التي يواجهونها, فإن روحهم النشطة ورغبتهم في بناء مستقبل أفضل تجعلهم العنصر الأساسي في مسارات التغيير الاجتماعي والسياسي.