تعتبر الكتابة وسيلة استخدمها الإنسان منذ القدم للتعبير عن عالمه الداخلي أو للتواصل مع العالم الخارجي.
زومن الزاوية النفسية يمكن للكتابة أن تقدم مجموعة من الفوائد الجسدية والنفسية، كمساهمتها في عمليات التغيير العاطفي والمعرفي، إذ يمكن للكتابة أن تشجع من هم بعيدين عن عالمهم العاطفي على الاقتراب من عالمهم العاطفي و تعديل شدة العاطفة لديهم ، وخلق المعنى والتماسك، وهذا يتم من خلال كتابة المذكرات، وتدوين اليوميات، والسيرة الذاتية، وسرد القصص، والشعر وغيرها.
يتم تعريف العلاج بالكتابة على أنه عملية التحقيق في الأفكار والمشاعر الشخصية باستخدام فعل الكتابة كأداة، بهدف تعزيز الشفاء الذاتي والنمو الشخصي.
تم دمج العلاج بالكتابة في علاجات نفسية محددة بهدف علاج اضطرابات معينة مثل اضطراب ما بعد الصدمة، والاكتئاب، وما إلى ذلك.
في الآونة الأخيرة، تم تضمينها في العديد من العلاجات النفسية، بدءًا من التطبيقات التقليدية مثل الكتابة التعبيرية، أو السيرة الذاتية الموجهة، إلى النهج الوجودي الظاهري (العلاج بالمعنى)، ومؤخرًا، إلى استخدامها ضمن علاج القبول والالتزام. حيث تم استخدامها في العديد من التدخلات الإيجابية كأداة مفيدة لتعزيز الرفاهية النفسية.
هذا و يمكن أن يكون استخدام الكتابة علاجًا مستقلاً أو يمكن دمجه بسهولة كمكمل في الأساليب العلاجية الأخرى.
وعندما تتأمل أحيانًا كمختص في الكتابات المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي أو على المواقع الإخبارية تستطيع أن تلاحظ الجانب الذاتي أو الشخصي الذي يسقطه الكاتب في كتاباته، فتجد عند البعض محاولات إما لإظهار جانب من الذات أو إخفاء جانب آخر فتجده تارةً يظهر حاجاته وأهدافه بتبريرات يريد إقناع الآخرين بها لحشد الدعم والمؤازرة ، وتارةً أخرى تجده يخفي جوانب منطقية وواقعية ولكنها تختلف ولا تتقاطع مع أهدافه، مثال ذلك الموظف الذي يعاني من بعض الاضطرابات النفسية وعنده مفهوم ذات متدني فهو يشعر بأنه ضحية لمؤامرة تجده يكتب أحيانًا وفي كتاباته أغراض نفسية يستعطف بها المدير أو المسؤول صاهرًا ذاته بذات مديره ليستمد منه القوة، وهنا تكون كتاباته بعيدة عن عالمه العاطفي والمعرفي وقد تكون عكس ما يكتب. وتجد أحيانًا من يكون عنده ضعف في المواجهة أو اتخاذ القرار فقد يلجأ إلى الكتابة بالرموز أو الاختفاء بأسماء وهمية من أجل تفريغ إنفعالاته.
مصالحة الذات هي من المؤشرات الإيجابية على الصحة النفسية وهي الهدف الذي يقصده العلاج بالكتابة.